تطوان : مصطفى منيغ كراهية البشير الحاكم "الهَرم" للشعب السوداني كوضع ، لا تُعادلها كراهية الأخير لذات الحاكم "القَزَم" حيثما تربع ، بمهية القوائم الأربع ، مهما كان شديد الطِّباع، متشبثاً بغريزة الضِّبَاع ، لا يهمه لقسوة فؤاده من نَجي بشروط مجحفة من جوره ومَن ضاع . ناسياً أنه في العَدَدِ واحد حتى وإن كان له مَن يسمع ، فيهرول لاحضاره ما يبلع ، دون فزع ، متخيلا ًأنه فوق القوانين الوصعية والسماوية دون أن يشتري ما باع . عليه العودة ليعترف طوعا أن الشعب هو الأساس المانح للدولة كيان الوجود يرخص فيها متى شاء وكما أراد يمنع ، وأن ارادة الشعب من ارادة الحق ليس الباطل ولن يستطيع حاكم أن يسوقه لمذبحة التلف وإن ملك جنون "أدولف هتلر" ومرض "بشار الأسد" وغرور "شاوسيسكو" بل الآلاف مثلهم أو أقوى منهم حبا لسفك الدماء وصنع الصابون من أجسام البشر واستعمال السياط الناري لتعذيب الأبرياء وافراغ البطون (وأصحابها أحياء) من ألأمعاء والقذف بها إلى الكلاب المجوَّعة لتكتمل الفرجة التي ظلت رغم سنين المحن والأهوال تمثل الكابوس المرعب المخيف لهؤلاء الجناة حتى انتهوا بلا هوادة ، فمنهم من أخذ جزاءه الطبيعي بالانتحار التلقائي أو رميا بالرصاص أو حبسا مدى الحياة عبر حكم أصدرته محكمة "لاهاي" الدولية ومنهم من لا زال على قيد الحياة عبدا مطيعا لمن يحرسه مؤديا ما علم به الجميع افراغ دولة من شعبها الأصلي وتمكين دولة أجنبية للتحكم فيها مشيدة قاعدة عسكرية تطل بواسطتها على عالم عربي أو الجزء الذي ستستولي عليه آجلا أو عاجلا متى تم الاتفاق الامريكي الاسرائيلي الايراني الروسي وينتهي الأمر بما حلَّ في عموم أوربا بعد الحرب العالمية الثانية ليبتدئ عصر جديد أسياده مَن ملكوا اضخم فوة تكنلوجية وليست بشرية .... إن "عمر البشير" الوحيد مِن حكام العرب المُستَغَل مباشرة من طرف أحد مخططي الاستراتيجية الموجهة ضد العالم العربي، وقتما تتفق الاطراف (المهيأة لذاك الحدث القادم لا محالة) على ساعة الصفر. ...كان على "البشير" التمسك بالشعب بعد اطلاعه عما حصل له في الزيارة المشؤومة التي قام بها تحت اشراف وتنفيذ المخابرات الروسية قادته إلى موسكو وبالتالي إلى دمشق كتمويه إعلامي صرف لتغطية صلب الموضوع ، لكنه للآسف الشديد انجَرَّ ليمتطي الحصان الخاسر ، فأضاع جميع الحلول الكفيلة بانقاذ نقسه ، بعدما اتضح لمن وراءه يؤهلونه ليكون الراكع ساعة الصلاة لتقديس بعض الأصنام المستحدثة لتصبح رموز أواسط الألفية الثالثة ، أنه لم ولن يستطع التحكم في شعبه بالكيفية التي وعد بها أن تكون كلمته الأولى والأخيرة على طول وعرض السودان . وهل في مقدور ذبابة تحريك دبابة؟؟؟.... إن الوعي الجماهيري استطاع أن يفتت كل المعادلات الجاعلة من وطنهم مساحة للبيع بسكانها أو على الأقل بجزء منهم بعد ابادة الباقي ، ونهض لاعلانها ثورة لن تتوقف إلا باطاحة البشير و اختيار الرجل الكفء في انتخاب نزيه شفاف ديموقراطي قادر على قيادة البلاد فاخراجها من الضائقة الاقتصادية التي تحياها ، ومهما زرع "المشير البشير" من ويلات وشؤم لن يحصد آخر المطاف سوى الريح يرميه بعيدا عن طريق الأحرار الذين بدؤوا بعزيمة لا تلين قطعها مضحين بالغالي النقيس وما يملكون وحتما هم منصورون قاطفون لثمار اهدافهم النبيلة الممثلة في رؤية السودان دولة وشعبا في أجمل حلة حاضِرَةً في عيد الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية .