في عصر الرقمنة وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح السباق نحو تحقيق نسب مشاهدة عالية هوسًا لدى بعض المستخدمين، وخاصة عبر منصة "تيك توك". وللأسف، دفع هذا الهوس بعض الشباب إلى تعريض حياتهم للخطر من أجل بضعة ثوانٍ من الشهرة، كما حدث مؤخرًا في مدينة طنجة، حيث لقي الشاب المعروف ب"مول الفران" حتفه أثناء قيامه بمغامرة خطيرة. هذه الظاهرة لا تقتصر على طنجة وحدها، بل تمتد إلى أماكن أخرى، مثل فارونة دار الغرباوي في العرائش، حيث يغامر بعض "التيكتوكيين" بالتقاط صور وفيديوهات في مناطق وعرة وخطرة. هناك، حيث الأمواج العاتية والصخور الحادة، يتحول البحث عن الإثارة إلى خطر محدق قد يؤدي إلى نتائج مأساوية. حين تتحول المخاطرة إلى مأساة في حالات عديدة، تنتهي هذه المغامرات بإصابات بليغة أو حتى وفيات. فالمخاطر التي يواجهها هؤلاء الشباب لا تقتصر فقط على السقوط أو الغرق، بل تتعداها إلى تحديات بيئية معقدة قد تجعل من عمليات الإنقاذ صعبة للغاية. إن البحث عن الشهرة وجمع الإعجابات لا يمكن أن يكون على حساب الحياة البشرية. فالمحتوى الذي يتضمن مخاطرات شديدة لا يشكل فقط تهديدًا لصاحبه، بل يفتح الباب أمام متابعين صغار قد يحاولون تقليده، مما يضاعف حجم الكارثة المحتملة. لمواجهة هذه الظاهرة المتزايدة، تقع المسؤولية على عدة أطراف: السلطات المحلية: يجب فرض رقابة صارمة على المناطق الخطرة، ومنع الوصول إليها دون إجراءات السلامة اللازمة. إدارة منصات التواصل الاجتماعي: من الضروري تطوير سياسات تمنع انتشار المحتويات التي تشجع على المخاطرة بالحياة. المجتمع والإعلام: توعية الشباب بمخاطر هذه الممارسات، وتسليط الضوء على العواقب الوخيمة بدلًا من تمجيد التحديات الخطيرة. إن الحرص على حياة الشباب أهم من أي شهرة زائفة أو مشاهدات زائلة. وعلى الجميع أن يدرك أن المغامرة غير المدروسة قد تنتهي بدموع وندم، بدلًا من التصفيق والإعجاب.