بقلم : عبدالنبي التليدي في المسجد الاعظم الكائن في المدينة القديمة بالعرائش حيث السوق الداخل التاريخي والعريق فيها ، فضلت ان اخرج من الباب الثانوي للمسجد بعد أن استأذنت ألامام الذي كان بصدد إغلاقه لما ربطنتي من ذكريات لا تنسى بتلك الجهة لانها من اعز ذكرياتي في المدينة حيث زقاق الديوان الفوقي الذي عاشت فيه عمتي رفقة زوجها احمد الصروخ الكرفطي إلى ان توفيا رحمهما الله حيث كنت اقضي معهما عددا من ايام عطلي المدرسية وأيام كثير من المناسبات التي ظلت محفورة في ذاكرتي ومنها مناسبة عاشوراء رفقة اخوتي ، التي كانت توضع لها الخيام لتعرض فيها المعروضات الخاصة بها وتقام فيها "الفرجات" و "الحلقيات" على اختلاف انواعها وتنوع "الحلايقية ".. لكنني صدمت لأول ما شاهدته رفقة ابني في تلك الزنقة الفاصلة بين المسجد والزقاق المذكور من حفر في الأرضية وخراب في الجدران جراء الإهمال الذي أصابها ما اضطرني ان اقول دون شعور مني لابني "هاذ الشي بالعاني" خاصة وقد اصاب الإهمال أيضا أرضية السوق الداخل و كل مرافقه بما فيها تلك التي سبق ترميمها او حتى ذلك المكان الذي سبق تجديده لتحويله إلى "فضاء ومعرض" ! . وخارج المدينة العتيقة توجد ساحة إسبانيا التي تحول اسمها إلى ساحة التحرير تشهد على المبالغ المالية التي صرفت عليها منذ الاستقلال من ميزانيات الجماعة او غيرها من الجهات بدعوى تجديدها الذي سرعان ما يدعو إلى إصلاح فتجديد مرة أخرى لان التجديد الأول كان مفسدة للنافورة وللخاصة التي كانت في الأصل روعة في التشكيل وتحفة في الإبداع لان أساسها بني على علم دقيق وعلى ذوق رفيع مثل العلم والذوق الذين خضعت لهما الساحة وما جاورها وما خلفها حيث كان يوجد على عهد الاسبان نادي لهم يسمى نادي إسبانيا منخفض العلو كي لا يحجب عن الناس في الساحة رؤية البحر منها ومن التمتع بتلك النظرة البانورامية والرومانسية الذي يفسح به المجال لينعش النفوس وترتاح به العيون عكس اليوم بعد أن شيدت عوض ذلك المبني المنخفض العلو عمارة من طوابق ارضاء للوحوش المضاربة في عقار المدينة ، حجبت النظر مباشرة إلى بحر المحيط! ها هي تلك الساحة الان التي تم الاحتفال بتجديدها على عهد العامل السابق منذ سنوات قليلة تتعرض اليوم أيضا إلى الإهمال فالخراب مثل ما تشهد على هذا الصورة المرفقة ل "خاصة" صغيرة التي كانت فوارة بالمياه وتتلالا أضواء مختلف الوانه مثل باقي أخواتها "الخاصات" التي انقطع عنها الماء والضوء والرعاية ، تنتظر تجديدا جديدا بميزانيات أخرى تعتبر المدينة في أحوج ما تكون إلى كل درهم منها !. فماذا يخطط لمدينة العرائش ولاية غاية ولصالح من وما موقف المجتمع المدني والمثقفين من اساتذة ومحامين.واطباء وطلبة وغيرهم ممن المفترض فيهم الدفاع عن مدينة تخرب أمام أعينهم وتمنع فيها كل مظاهرها الجميلة التي تكون تراثها المادي واللامادي مثلما يحدث في نهر لوكوس حيث منعت قوارب نقل المصطافين ليستفيد آخرون وفي شاطئ سيدي عبدالرحيم الذي فوت للخواص وحرم منه أبناؤه في الإقليم؟ ايرضيكم هذا ؟ وما راي المسؤولين في الجهة وفي الرباط العاصمة في هذا القهر وفي هذه الحكرة ؟