في سياق التطورات والانتصارات الديبلوماسية المستمرة التي تحققها المملكة المغربية في ملف قضية الصحراء المغربية، نظرا لتظافر مختلف الجهود الديبلوماسية الرسمية والموازية وبفضل الدعم الشعبي الدائم والمستمر،نظمت المنظمة المغربية لدعم الحكم الذاتي بالصحراء المغربية بجهة طنجةتطوانالحسيمة بشراكة مع غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة طنجةتطوانالحسيمة،يوم السبت 09 مارس 2024 على الساعةالرابعة زوالا،ندوة علمية موسومة بعنوان: " المجتمع المدني واليات الترافع عن مغربية الصحراء. وقد أطر الندوة ثلة من الأساتذة والباحثين.أولى المداخلات كانت مع السيد الحسين بن الطيب نائب أول رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجةتطوانالحسيمة،ونائب برلماني عن طنجةأصيلة،حيث تحدث عن دور الغرفة كمؤسسة دستورية في إطار اختصاصاتها في تفعيل الدبلوماسية الموازية للترافع عن قضية الصحراء المغربية،كما عرج على الشق الاقتصادي التنموي كمقاربة نوعية وطموحة لتحقيق التنمية في الصحراء المغربية من خلال أوراش تنموية جديدة تتميز بطابع مندمج ومستديم وفق رؤية إصلاحية شاملة وحكامة متبصرة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله،ترمي إلى جعل أقاليمنا الجنوبية فضاء جيواستراتيجي متميز من خلال إرساء دينامية سوسيو-اقتصادية جديدة للتنمية،حاملة للنمو،ومدرة لفرص الشغل،مؤكدا على نجاح النموذج التنموي الجديد في أقاليمنا الجنوبية لكونه يقوم على مجموعة من الدعامات الأساسية المتعلقة بالتجهيزات الأساسية واعداد التراب الوطني والبرامج الاقتصادية والبرامج الاجتماعية،وكذا الثقافية. وقد فصل السيد بن الطيب في كل محورعلى حذا،لا سيما في المحور الاقتصادي ،مقترحا أن يتم في المرات القادمة التركيز في كل ندوة على محور بعينه للتعريف بكل الإنجازات التي تحققت فيه والالمام بها. انتقلت الكلمة بعد ذلك للسيد محمد الدراوي رئيس المنظمة المغربية لدعم الحكم الذاتي بالصحراء المغربية بجهة طنجةتطوانالحسيمة،التي تحدث فيها عن ضرورة العمل المستمر على تتبع واقع الترافع عن القضية الوطنية،ومعرفة تطوراته وتحدياته،وما يستلزمه من تعزيز لإمكانات التصدي للطروحات الانفصالية في المنابر الدولية،وتقوية وتحيين الحجج والأدلة التي يستند عليها الفاعل المدني المغربي في السجالات مع الأطراف المعادية.مشيرا الى تجديد المنظمة المغربية لدعم الحكم الذاتي بالصحراء المغربية بجهة طنجةتطوانالحسيمةلمبادرة الحكم الذاتي الموسع على اقاليمنا الجنوبية المسترجعة والتي تحظى باستحسان المنتظم الدولي الاممي ويعتبرها المحللون والمراقبون الية ديموقراطية لإنهاء النزاع المفتعل بالمنطقة المغاربية،والذي يسعى خصوم وحدتنا الترابية الى تأييده ضدا على الحقائق التاريخية التي تشهد على ان الصحراء كانت وستظل مغربية الى ان يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين .كما جدد الدراوي تثمين المنظمة للانتصارات الديبلوماسية المتتالية التي حققتها المملكة المغربية في سبيل تثبيت السيادة الوطنية بأقاليمنا الجنوبية العزيزة وفق الحكامة المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله .ولفهم جذور القضية وسياقها انتقلت الكلمة للدكتور الطيب بوتبقالت أستاذ التاريخ المعاصر وعلوم الاعلام والاتصال ورئيس المركز الدولي للترجمة والتواصل بين الثقافات الذي قدم إحاطة شاملة ركز فيها على التاريخ العريق للمغرب بداية بتشكل مفهوم الدولة مع المولى ادريس الأول حيث فصل في هذه المرحلة بشكل دقيق لينتقل إلى مرحلة حكم المرابطين الذين اعتبرهم المؤسسين الحقيقين للدولة المغربية بتوحيدهم للمغرب ككيان واحد وقضائهم على الفوضى الدينية التي تسبب فيها البروغواطيون ..وفصل الدكتور بوتبقالت في مجموعة من المراحل التاريخية المتعاقبة التي أجملها في أن تاريخ المغرب العريق كان سببا لجعله محط أطماع العديد من الأطراف التي تهدف الى تمزيق أوصاله وخلق التفرقة والنزاع بين صفوف أبنائه،وهو ما لا يمكن أن يتحقق بالنظر إلى التاريخ العريق الذي يمتلكه المغرب،والتنوع الإيجابي بين مختلف مناطقه على اختلاف عاداتها وتقاليدها ومورثها اللامادي ،مستشهدا بعدد من الأمثلة من مناطق مختلفة وعلى رأسها أقاليمنا الجنوبية باعتبار أنه ابن منطقة كلميم،كما تحدث الدكتور بوتبقالت عن ضرورة التحكم في اليات الخطاب،ومنهجية التعامل مع الاخر وتداول المعرفة،وتبسيط المصطلحات على المنصات الرقمية،والتأسيس لثقافة الترافع بين مختلف مكونات وشرائح الشعب المغربي،معتبرا أن كل من يقوم بعمله بنزاهة ومسؤولية ويقدم صورة إيجابية عن الوطن هو في حالة ترافع مستمر عن قضية الصحراء المغربية. وتفاعلا مع مداخلة الأستاذ بوتبقالت أشارت مسيرة الندوة السيدة حميدة الجازي القيمة على فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بطنجة إلى الدور الهام الذي يقوم به المجتمع المدني في الترافع عن القضية الوطنية،وهو ما يعد بمثابة ديبلوماسية موازية للديبلوماسية الرسمية،ولا يقل أهمية عنها،كما ذكرت بمجموعة من الانتصارات التي حققها المغرب في هذا الجانب سواء من خلال المجتمع المدني أو من خلال بروز مجموعة من الأسماء المغربية بشكل لافت في عدد من المحافل الدولية ويبقى أبرز مثال على ذلك هو الانتصار الديبلوماسي الجديد الذي تحقق للمغرب من خلال انتخاب المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير الدكتور مصطفى الكثيري على رأس الفدرالية العالمية لقدماء المحاربين في العاصمة الصربية بلغراد بحضور 68 مؤسسة وهيئة وجمعية وطنية ودولية تمثل شريحة قدماء المقاومين والمحاربين وضحايا الحرب ب 20 بلدا من القارات الخمس .وأضافت الجازي أن الدورة 30 للجمعية العمومية للفيدرالية العالمية لقدماء المحاربين التي نظمت بتعاون وشراكة مع تحالف جمعيات محاربي حروب التحرير لشعب صربيا التي عرفت تتويج الدكتور مصطفى الكثيري رئيسا لها، تضم في عضويتها 172 مؤسسة ومنظمة وطنية تمثل ما مجموعه 142 دولة و30 مليون من الأفراد الأعضاء.وذكرت السيدة حميدة الجازي بأن قضية الوحدة الترابية كانت حاضرة بقوة سواء ضمن أشغال الدورة أو ضمن أجندة اللقاءات البينية التي عقدها السيد المندوب السامي،حيث تم اقتراح 7 مشاريع قرارات وتوصيات، حظيت كلها بالمصادقة بالإجماع،والتي همت المجالات ذات الاهتمام المشترك إلى جانب تقديم توصية تتعلق بالوحدة الترابية، والتي دعت فيها إلى احترام القيم المقدسة للسيادة الوطنية والوحدة الترابية للدول، وهي مبادرة حظيت بنقاش مستفيض بين المؤتمرين قبل المصادقة عليها بالإجماع.وأضافت السيدة حميدة الجازي أن فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بطنجة يضم عدة كتب ومؤلفات حول القضية الوطنية وغيرها من الكتاب الهامة التي تتناول تاريخ المغرب بشكل مفصل والتوسع في اكتساب المعلومات للترافع حول القضية عبرمواقع التواصل الاجتماعي. و أكد الأستاذ الحسين قرمان نائب رئيس الفرع الجهوي للمنظمة المغربية لدعم الحكم الذاتي بالصحراء المغربية بجهة طنجةتطوانالحسيمة الذي تحدث في مداخلته عن اهمية التعريف بالقضية الوطنية من خلال المنصات الرقمية، كما عرج على الأليات التواصلية الواجب التسلح بها لمواجهة الأطروحة الانفصالية والجهات الداعمة لها ، مؤكدا على ضرورة تسلح الشباب المغربي الغيورعلى وطنه بالأدوات التواصلية والالمام بالمعطيات التاريخية والقانونية وفهم الثوابت الدستورية الأربع ومواكبة كل الاحداث والمستجدات الخاصة بالقضية الوطنية فيما يتعلق باجتماعات الجمعية العامة كل سنة وقرارات مجلس الأمن ،والتحركات الديبلوماسية الرسمية والموازية،والتمكن من أساليب الحجاج والاقناع والتواصل مع الأطراف المعادية، و أشار قرمان بشكل واضح لمجموعة من الأطراف التي يهمها تفكيك المغرب وخلق النزاعات والفتن بين مكوناته،وهو ما اعتبره قرمان امرا يستحيل تحقيقه بالنظر للتاريخ العريق للمملكة المغربية،الذي يمتد لأزيد من الف عام وليس الأمر كذلك للأطراف المعادية،وكذا في التوجه الاستراتيجي للمغرب في ما يخص التنمية في الأقاليم الجنوبية،ولا سيما التركيز على الاستثمار في الانسان. واستغرب السيد الحسين قرمان في ذات السياق من بعض التصرفات الصبيانية والتي صنفها في خانة التهريج لا أكثر،ولا أقل التي تقوم بها الأطراف المعادية للمغرب،في محاولة يائسة لكسب تعاطف المنتظم الدولي مع طروحاتها الانفصالية البئيسة معتبرا أن المغرب في صحراءه وان الصحراء في مغربها الى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو أمر محسوم من قبل أغلب الدول التي تؤيد سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية كما انه أمر محسوم تاريخيا والباحثون في حقل التاريخ والعلوم السياسية يعلمون ذلك جيدا.وختم السيد قرمان مداخلته بقصيدة زجلية معبرة عن حب الوطن والتشبث بوحدته الترابية ومقدساته. وتفاعلا مع تدخل الأساتذة تقدم الدكتور محمد المصمودي أخصائي المخ والأعصاب والباحث كذلك في التاريخ الحديث والمعاصر حيث تحدث عن رحلاته للأقاليم الجنوبية وما تعرفه من تقدم وازدهار قد يستغربه من لم يزر المنطقة وهو ما يؤكد نجاح النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية مقترحا تنظيم زيارات للمنطقة تهدف إلى تعريف من لم يسبق لهم زيارتها بما تتوفر عليه من وسائل راحة وترفيه يجعلها قبلة سياحية عالمية بامتياز،. و أكده الأستاذ أحمد أكزناي نائب رئيس المكتب الإقليمي للمنظمة والمسؤول عن الاعلام والتواصل أن المنظمة المغربية لدعم الحكم الذاتي بالصحراء المغربية بجهة طنجةتطوانالحسيمة،تعمل جاهدة على تنظيم أنشطة تروم الدفاع عن الوحدة الترابية،ونشر ثقافة الترافع لدى المنخرطين والمواطنين بصفة عامة،من خلال الدورات التكوينية المقدمة بشكل مستمر لتمكينهم من اكتساب اليات الترافع عن القضية الوطنية،وتسليحهم بالأدوات المعرفية التي من شأنها تعزيز ثقافتهم التواصلية مع السياح الأجانب لتعريفهم بالتاريخ والثقافة المغربية الأصيلة،وكذا التطور التنموي الذي تعرفه المملكة المغربية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، كما أكد في ذات السياق على العمل الدؤوب الذي تقوم به المنظمة في الشق المتعلق بالتواصل مع الهيآت والمنظمات غير الحكومية،لطلب فرنسا الافراج عن الوثائق التاريخية، التي تؤكد اقتطاع لعدد من الأراضي المغربية ومنها الصحراء الشرقية المغربية،وضمها للجزائر،أما ما يخص اقاليمنا الجنوبية فهو أمر محسوم ومؤكد من خلال الانتصارات الديبلوماسية المتتالية،والمتمثلة في فتح عدد من الدول لقنصلياتها في العيون والداخلة. وفي اطار التفاعل مع المدخلات اعتبر الأستاذ هشام محرارأن مجموعة من الأطراف المعادية تصطاد في الماء العكر للإساءة للمغرب من خلال استغلال القضية الفلسطينية والمزايدة عليه،علما أن المغرب هو أول الداعمين والمساندين للقضية الفلسطينية،ولا أدل على ذلك من كون جلالة الملك محمد السادس نصره الله هو رئيس لجنة القدس مؤكدا على ضرورة التصدي لهذه المحاولات التي تروم ذر الرماد في العيون والإساءة للمغرب. وأكد السيد عبد الرحيم حمامو بدوره ضرورة التصدي لكل المحاولات التي تهدف الى النيل من الوحدة الترابية للمملكة المغربية والالتزام المستمر بالدفاع عن القضية الوطنية وتثمين الإنجازات المستمرة في المجال التنموي بأقاليمنا الجنوبية المغربية. وفي نهاية الندوة العلمية تم تسليم مجموعة من الشهادات التقديرية للأساتذة المحاضرين والسيدة المسيرة، ومجموعة من الفاعلين في الحقل الجمعوي،كما تم تن تقديم شهادة تقديرية للسيد المدير الجهوي لغرفة التجارة والصناعة والخدمات الأستاذ فؤاد أحلوش الكريسي،الذي عبر في كلمة مقتضبة عن ترحيبه بكل المبادرات ولا سيما التي تصب في خانة القضية الوطنية الأولى،معتبرا أن قضية الصحراء المغربية مرت بعدد من الجولات التي شكل بعضها انتكاسات واغلبها انتصارات،معتبرا أن ما تغير بصفته باحثا،ان قضية الترافع عن الصحراء المغربية كان في الفترات السابقة حكرا على المسؤولين ومؤسسات الدولة الرسمية،لكن جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده يضيف السيد فؤاد،فتح المجال أما جميع المتدخلين سواء كانوا مجتمعا مدنيا أو فاعلين اقتصاديين أو سياسيين،كل من موقع للترافع عن القضية، وبالتالي تحققت النتائج الأخيرة والانتصارات المتتالية والمتمثلة في فتح عدد من القنصليات،مؤكدا على ان موضوع الصحراء المغربية قد حسم وأضاف انه بصفته كمدير جهوي للغرفة يؤكد على التزام الغرفة بجلب خبراء ومتخصصين لتكوين جمعيات المجتمع المدني والجمعيات المهنية والسياسيين،وتمكينهم من اليات التواصل والترافع عن قضية الصحراء المغربية. وفي الختام رفع السيد رضوان الرايس رئيس الفرع الإقليمي للمنظمة المغربية لدعم الحكم الذاتي بالصحراء المغربية بجهة طنجةتطوانالحسيمة،برقية الولاء للسدة العالية بالله جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.وتوجه الحضور لحفل شاي أقامته غرفة التجارة والصناعة والخدمات على شرف المشاركين في فعاليات الندوة العلمية.