تنظم الجمعية المتوسطية الإفريقية للثقافة والفنون Amaca بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل / قطاع الثقافة وبتنسيق مع فرقة البحث في الإبداع النسائي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل والمديرية الإقليمية لقطاع الثقافة بتطوان ومسرح لالة عائشة بالمضيق "المهرجان الوطني للتراث الشعبي" في نسخته الرابعة ،دورة الدكتور مصطفى يعلى ، وبهذه المنسبة تحتضن الكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل ندوة علمية متعلقة بالحكاية الشعبية يوم الخميس 23 نونبر 2023 على الساعرة العاشرة صباحا ،يشارك فيها :الدكتور مصطفى يعلى والدكتور فيصل الشرايبي والدكتورة مليكة العاصمي والدكتور محمد فخر الدين والدكتور عبد الصمد مجوقي والدكتورة سناء غيلان وتسير ها الدكتورة سعاد الناصر تنسيق :الدكتور أحمدرزيق -الدكتورة سعاد الناصر ورقة الندوة لعبت الحكاية الشعبية في حياة وذواكر الشعوب دورا لا يستهان به، من حيث جدارتها في التعبير عن نبض المجموعات الاجتماعية وتطلعاتها، وتوريث الخبرات والتجارب الحياتية والأنماط الثقافية المحلية، للأجيال المتوالية، مما حصنها من فقدان هويتها لسبب أو لآخر. ولا يجادل أحد في أن هذا الخطاب السردي الشعبي، من أقدم وأغنى الآداب الإنسانية، بغض النظر عما عانته وباقي أنواع الأدب الشعبي الأخرى، من تعال واستهانة وإهمال وتهميش. لهذا لا نستغربمن مدى اهتمام الباحثين الغربيين بهذا الموروث السردي الشعبي، وجمعه وتصنيفه والمحافظ عليه ودراسته، واستمداد عدد من المناهج النقدية من مكوناته وأشكاله، منذ القرن التاسع عشر إلى الآن، علما بأنبعض الباحثين العرب قد صاروا يهتمون هم أيضا به وبدراسته وإصدار المجلات المختصة في هذا القطر أو ذاك، منذ أواسط الستينات. وذلك لكون هذا المتخيل السردي البهي قدعُدَّ في الماضي المعبِّرَ الأساس عنروحية الشعوب ووجدانهاوتفكيرها ومعتقداتهاوثقافتها وفنها،إضافة إلى كونه صُبَّ فيمعمارتخييلي في غاية الرونق والإدهاش. ونظرالما تملكه بلاغة الحكاية الشعبية من دلالات رمزية وأشكال شائقة وقيم إنسانية، لهذاطالما كانتمحط استلهام ورافد إثراء لأجناس الأدب الرسمي المختلفة، من رواية وقصة قصيرة وشعرومسرح. بل لقد تجاوزت مستحقات تأثيرها الأدب،نحو السينما كما في أفلام والت ديزني المدهشة، وأيضا إلى الحقل التربوي عبر الكتاب المدرسي للمستويات الابتدائية. ومن ثم كان حرص اليونسكو على الاهتمامبالمحافظة على التراث اللامادي، بما فيه الأدب الشعبي وسروده. وإلى زمن قريب، كان منجز الحكاية الشعبيةفي المغرب، يقوم بدور تربوي ونفسي وفني بالغ الأهمية،بين مختلف الأوساط المغربية، وذلك قبل اتساع انتشار وسائل الإعلام والتواصل المسموعة والمرئية والمقروءة. ولا غرو، فإن متون الحكاية الشعبية بمختلف أطراف المغرب، تبلغ درجة عالية من الثراء والتنوع والإدهاش. ولا عجب،فإن المغرب قد اختزن كنوزا غنية من الحكاية الشعبية، حيث كانت تقوم بأدوارووظائف كثيرة داخل الأسرة وفي الحياة اليومية، إن على المستوى التربوي والترفيهي، وإن على المستوى النفسي والإشباع الفني، الى درجة أن صار لكل منطقة تراكمها القصصي الشعبي المخصوص، الذي تعرف به، وإن لم يفقد الصلة بالمتن الوطني والعالمي. وإذا كانت الحكاية الشعبية بالمغرب، قد تراجعتكما لدى مختلف الشعوب، بسبب مظاهر التحديث، من إذاعة وتلفزة وهواتف ذكية ومواقع تواصل اجتماعي وما أشبه، فإنالوعي بقيمة الأدب الشعبي، ودافعية الاهتمامبالموروث السردي،على مستوى التخصص الجامعي والمختبرات والندوات والإصدارات المعالجة لموضوعات الأدب الشعبي عامة والحكاية الشعبية خاصة، بمقاربات علمية متخصصة جادة؛ من شأنهما أن يحافظا على هذا الموروث الغني من الضياع والاندثار، باعتباره رافدا خصبا لمقومات الهوية الوطنية والقومية والإنسانية، فضلا عن قيمته الإبداعية المدهشة. وفي هذا السياق، تندرج ندوة (الحكاية الشعبية: جمال تخييل ومشتل هوية)، في إطار المهرجان الوطني الرابع للتراث الشعبي، محتضنة ثنائية قطبية طالما ميزت الحكاية الشعبية غالبا، طرفاها: البعد الجمالي / الدلالة الحضارية. وسوف تتضح هذه المعادلة، من خلال مداخلات السادة الأساتذة المشاركين، كل من منظوره، لاسيما وأنهم ذووا معرفة معمقة بالأدب الشعبي، بما فيه موضوع الندوة.