تحية طيبة وبعد، يسعدني أن أرى الكثيرين منكم وقد تملكتهم الغيرة على حق أبنائهم في التحصيل الدراسي وحرصهم على تأمين زمن التعلم لكافة أبنائهم ضمانا لمستقبلهم، فهذا طبعا حق لكم جميعا ولا يمكن إلا أن نسعى جاهدين من أجل ضمانه، لأننا بدورنا آباء، لكن السؤال هو من يهدر هذا الزمن؟ هل حقا الأساتذة عبر اضراباتهم؟ الجواب واضح فتحت تجييش الإعلام المأجور إضافة إلى آليات الدعاية الأخرى يتم تسديد الضربات حيث لا يجب أن تسدد، و بالتالي يكون المستهدف هو المربي/المعلم/الأستاذ، وهنا أريد أطرح سؤالا جوهريا على هؤلاء الآباء: هل فعلا تعنيكم مصلحة أبنائكم أم أنكم مأخوذون فقط تحت تأثير الدعاية المسمومة ضد نساء و رجال التعليم؟ طبعا هذا السؤال لا يستهدف التشكيك في مشروعية المطلب ولا في النية الحسنة للأغلبية من الأمهات والآباء في حرصهم على تعلمات أبنائهم، بل أقصد من ورائه أن ليس كل من يلمع ذهبا وليس كل من ينادي و يصيح في الناس وطني وطني بوطني حقيقي.. لذا اقترح عليكم أيها الآباء والآمهات الذين لديهم غيرة كبيرة على مصلحة أبنائهم، عوض التهجم على الأساتذة كلما خاضوا معركة نضالية و اضربوا عن العمل، مع العلم أن أيام الاضراب تقتطع من أجرتهم المتواضعة وزيادة، إذن عوضا عن ذلك المرجو أن تطالبوا أولا بمصير هذه الإقتطاعات، إلى أي صندوق تذهب وكم الرقم المالي المحصل لحد الان؟ و لماذا لا يعاد صرفها من أجل الدعم التربوي؟ ثانيا إذا كنتم(ن) حريصون على تعليم أبنائكم الجيد فعليكم أولا الإحتجاج والمطالبة ب: 1 – التخفيف من الإكتظاظ داخل الاقسام واحترام المذكرات ذات الصلة على الأقل التي تمنع أن يتجاوز عدد تلاميذ القسم الأول من التعليم الإبتدائي ثلاثين تلميذا، فإذا بنا أمام أرقام تفوق الأربعين مع العلم أن أغلب تلاميذ العالم القروي لا يستفيدون من التعليم الأولي. 2 – المطالبة بتوفير النقل المدرسي والأمن بمحيط المؤسسات التعليمية، فحتى بالمؤسسات التي توفر الحد الأدنى من النقل يودع الآباء أبنائهم وبناتهم الساعة السابعة صباحا ليعودوا إليهم الساعة التاسعة ليلا. فأين قضوا ساعات الفراغ؟ 3 -المطالبة بفتح الداخليات ودور الطالبة التي اغلقت الموسم الماضي في العديد من الأكاديميات و فرض على العديد من المتعلمات و المتعلمين مغادرة حجرات الدرس. 4 – المطالبة بتحسين الوجبات الغذائية و الزيادة فيها، وتأهيل شروط الإقامة بالدخاليات ودور الطالبة لترقى إلى المستوى المتعارف عليه دوليا بما يحفظ كرامة التلاميذ. 5 – المطالبة بتوفير الكهرباء والماء بالمؤسسات التعليمية خاصة بالعالم القروي، وتوفير المراحيض التي تفتقر لها جل الفرعيات، وحتى بعض المركزيات، مما يطرح سؤال كيف تدبر الفتيات أحوالها في مثل هكذا وضع؟؟ 5 – المطالبة بتسوير المؤسسات التعليمية بالعالم القروي وتوفير الحراسة الأمنية بها. 6 – المطالبة بالكشف عن مصير الأموال المدفوعة للجمعية الرياضية المدرسية، وعن أموال التأمين والشركة القابضة، وسؤال الأرباح الخيالية، ومدى انعكاسها على مصلحة أبنائكم. 7 – المطالبة بتنقيح وتجديد المقررات و البرامج الدراسية حتى تستجيب لروح العصر بما يفتح مجال التقدم و التطور لبلدنا، عوض تدريس مقررات أكل الدهر عليها وشرب. 8 – المطالبة بالتخفيف من المقررات الدراسية والتركيز على الكيف عوض الكم. 9 – المطالبة بخفض أثمنة الكتب المدرسية وباقي الادوات و اللوازم التي تعرف زيادات صاروخية كل موسم دراسي ولا من يحاسب. 10 – المطالبة بإعادة النظر في الإمتحانات الجهوية و الوطنية وفروض المراقبة المستمرة ومعاملات المواد الدراسية التي تكرس النخبوية. 11 – المطالبة بفتح مؤسسات التعليم العالي ذات الجودة في وجه أبنائكم دون قيد أو شرط، والمساواة في اجتياز المباريات العليا. 12 – المطالبة بإحداث منح خاصة للمتفوقين والزيادة في ما هو موجود منها. هذا جزء من المطالب التي من المفروض أن يناضل الآباء والأمهات إلى جانب كل الديمقراطيين من أجلها وأن لا يتحول إضراب الأساتذة إلى مشجب تعلق عليه كل انواع التدهور الذي تعرفه المدرسة العمومية، علما أن ابنائكم هم أيضا مشاريع أساتذة في المستقبل.