كدبة "طنجة الكبرى" تعجل بقدوم حكومة العثماني لعاصمة البوغاز طنجة: كادم بوطيب بتعليمات ملكية سامية، من المنتظر أن يستأنف رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني مساء غد الجمعة زياراته للجهات، بزيارة لجهة طنجةتطوانالحسيمة، سيلتقي من خلالها مع والي جهة طنجة- تطوان- الحسيمة محمد اليعقوبي ورئيس الجهة الياس العماري وعمدة المدينة البشير العبدلاوي. الزيارة التي سيقوم بها العثماني لطنجة رفقة عدد من وزراء حكومته، سيلتقي خلالها كدلك بمنتخبي ومكونات المجتمع المدني. وتراهن الحكومة على زيارات القرب على مستوى الجهات، للوقوف على المشاريع التنموية التي تعرفها الجهة، وكذا التشاور بشأن انتظارات الجهة والأوراش التي تعرف تعثرات أو تأخرات.وخاصة بعاصمة البوغاز التي وصلت الأزمة الاقتصادية دروتها حد السكتة القلبية. والتي وصلت حد إغلاق بعض المشاريع أو بيعها والرحيل نحو الضفة الأخرى ،وهو الحل الدي اتخده مجموعة من رجال الأعمال بطنجة الدين باعوا كل ممتلكاتهم ورحلوا نحو اسبانيا. وإدا كان الاعلام العالمي يروج لاشاعة ازدهار المدينة، والمغاربةجميعا لا يعرفون طنجة إلا في الصيف الدي تعرف رواجا سياحيا مهما ،يظنون أن طنجة تعيش هكدا في جميع الفصول غلطة، رغم أن المدينة شهدت خلال بداية العقد الثاني من الألفية الثالثة وثيرة متسارعة في انجاز مجموعة من الأوراش الكبرى والتي شملت مجموعة من الميادين الثقافية والاجتماعية والعمرانية والاقتصادية ...، فإن الواقع ليس كدلك (مجرد كدبة) ، كل هده المشاريع باءت بالفشل،و لم تنعكس ديناميتها التنموية على الساكنة وعلى مجموعة من القطاعات والمقاولات سواء منها الكبيرة أو الصغيرة والمتوسطة، وطنجة الأمس ليست طنجة اليوم ،ماضيها أحسن من حاضرها، يقول أحد الطنجاويين العارفين بخبايا الأمور (زمان كلشي كان واكل وشارب غي من المرصى...اليوم كثروا غي السعيان والمجرمين)لكن الملفت للانتباه أن جهة طنجةتطوانالحسيمة عموما وعاصمتها مدينة طنجة على وجه الخصوص لايزالا بعيدين عن هذه الدينامية، ولا تزال مختلف مظاهر التهميش والهشاشة تلقي بظلالها الكئيبة على كل مناحي الحياة بهما . الأمر الذي يستدعي معه ضرورة طرح أسئلة عريضةمن قبيل: لماذا استفادت مدينة طنجة من كل أموال و إمكانات الدولة في إنجاز أوراش تنموية حقيقة بينما بقي سؤال التنمية بطنجة مؤجلا الى إشعار غير معروف ؟ من المسؤول عن هذه الوضعية ؟ اليعقوبي أم العماري أم العبدلاوي!؟ وماهي الفرص الممكنة للنهوض بورش التنمية المحلية بالمدينة ؟ لا بد في البداية من الإقرار بأن إنجاز التنمية المحلية مسؤولية تتقاسمها مجموعة من الأطراف وبدرجات مختلفة، حيث يسود تمثل لدى الرأي المحلي بأن المجلس الجماعي للمدينة هو المسؤول الوحيد عن التنمية المحلية حضورا أو غيابا ، وهو أمر غير صحيح. دون أن ينفي ذلك المسؤولية الكبيرة للمجالس المنتخبة في إنجاز تنمية محلية مستدامة، منطلق سوف يقودنا الى استنتاج، وهو أن هذا التمثل حول دور المجالس المنتخبة ليس عفويا ، بل هو جزء من رؤية ناظمة تسعى الى استدامة حالة الركود التي تعرفها المدينة من أجل تحقيق مجموعة من الأهداف، لعل محاولة استجلاء خلفياتها النظرية كفيل بالإجابة عن سؤال أسباب غياب التنمية المحلية بالمدينة . إن الوضعية الحالية لمدينة طنجة تعد في اعتقادنا نتيجة حتمية لتظافر مجموعة من العوامل الظرفية والبنيوية نجمل بعضا منها فيما يلي: قدم المدينة التاريخية : تعتبر مدينة طنجة من المدن القديمة في المغرب من الناحية التاريخية،الأمر الذي يفسر كثرة تراكم إرثها المادي )مدينة عتيقة مآثر تاريخية..( ما يعزز من حظوظها في أن تكون مركز اشعاع وطني و جهوي ووطني فضلا عن عدم تمكينها من مراكمة قيم وتقاليد مدنية مواطنة ترقى بالمدينة إلى مربع المدن الحضرية العريقة التي تتمتع بكل الشروط التي تؤهلها لأداء أدوارها الريادية على الصعيد الوطني،هذا الوضع يزداد تدهورا مع استمرار ظاهرة الترييف " la ruralisation " بسبب افتقارها إلى بنيات قادرة على استيعاب وإدماج وفود الهجرة القروية والوافدين عىل. المناطق الصناعية الحديثة العهد، مما جعلها مدينة حضرية ودولية تتعايش فيها مختلف أنماط العيش القروي وتنتشر فيها مظاهر العشوائية سواء على مستوى الأنشطة من خلال الباعة الجائلين واستفحال الاقتصاد غير المهيكل أو على مستوى السكن من خلال الأحياء العشوائية التي تطوق المدينة. في المقابل تغيب عن المدينة المرافق النوعية التي من شأنها أن ترقى بالمجال العمراني،كي تضمن لها إشعاعا على مستوى المجال الذي تؤطره كعاصمة للاقليم. غياب هوية للمدينة: استطاعت مجموعة من المدن المغربية أن تبلور هوية تميزها عن غيرها من المدن الأخرى، فاس لها هوية علمية، الرباط له هوية ادارية، البيضاء لها هوية اقتصادية، مراكش نموذج سياحي، أما طنجة فلا هوية لها... ولربما(الدعارة والبارات) الهوية شرط محدِّد في صياغة نمط ونوعية المخططات والبرامج التنموية المحلية المنشودة، لم تتمكن الأطراف الفاعلة بالمدينة من إبراز هوية لها ، وهو ما يجسده بشكل عفوي أو رمزي رقم x الحرف الفرنسي ، وهو معبر في مجال الرياضيات بالعنصر المجهول، إنه تحالف بين العلم والواقع لمصادرة حق المدينة في هوية مستحقة، ربما يكون الأمر من باب الصدف لكن يعكس واقع البحث عن هوية مفقودة للمدينة . غياب سياسات عمومية ناجعة:ثمة اعتقاد سائد لدى المواطن الطنجي مفاده أن غياب التنمية المحلية بالمدينة ، ليس نتيجة عفوية بل هو فعل إرادي،تسعى من خلاله بعض من دوائر صناعة القرار السياسي إلى جعل مدينة طنجة ضمن دائرة المناطق التي من خلالها يتم ترتيب الخريطة الانتخابية على الصعيد الوطني أو الجهوي أو الإقليمي، وبالتالي يتوجب الابقاء على سياسات عمومية هشة بالمدينة، لا تتمتع بجاذبية ساكنة المدينة، مما يوسع من دائرة العزوف الانتخابي، أمر يمكن من الإبقاء على شريحة انتخابية قليلة ، يسهل استمالتها إما بالمال أو المصالح أو التخويف أو القبيلة . غياب سياسات عمومية مواطنة هو من أجل تأمين استمرار وديمومة ظاهرة العزوف السياسي.