ترجمة: أحمد رباص حاليا، يشكل عقار الإدروكسيكلوروكين hydroxychloroquine (تم تسويقه باسم Plaquenil) واحدا من أربعة أدوية تم تقييمها في تجربة دسكفري السريرية الأوروبية. أثار هذا الدواء الموصوف لأمراض المناعة الذاتية الكثير من الأمل بعد تجربة أولى شملت 24 مريضاً في مستشفى تيمون بمرسيليا. بعد التجارب الأولى الواعدة التي أجريت على 24 مريضا مصابا بكوفيد-19 في مستشفى تيمون بمرسيليا، عد الإدروكسيكلوروكين أحد الأدوية الأربعة المجربة التي سيتم تقييمها كجزء من تجربة دسكوفري السريرية الأوروبية. من بين 3200 من المرضى الأوروبيين (من بينهم 800 فرنسي) المشمولين بهذه التجربة السريرية، سيتم اختيار بعض الخبراء لتقييم فعالية وسلامة هذا الدواء الذي أثار الكثير من الأمل منذ أن قام الدكتورديديي راوول، مدير معهد البحر الأبيض المتوسط للعدوى في مرسيليا، باختباره. 1- لكلوروكين: لماذا أثار اختبار الدكتور راوول الكثير من الأمل؟ قبل أسبوع فقط ، أعلن ديديي راوول على موقع يوتوب أنه كان بصدد إجراء تجربة سريرية على 24 مريضا تم التأكد من إصابتهم بكوفيد-19 وإدخالهم إلى معهد البحر الأبيض المتوسط للعدوى التابع لمستشفى تيمون بمرسيليا. وفقا لنتائج هذه الدراسة، بعد 6 أيام من بدء تناول الإدروكسيكلوروكوين (المسوق باسم بلاكنيل)، لم يعد الفيروس قابلاً للكشف عند ثلاثة أرباع المرضى الذين تم علاجهم. يقال إن النتائج واعدة أكثر من خلال الجمع بين الإدروكسيكلوروكين وأزيثروميسين، وهو مضاد حيوي يوصف في كثير من الأحيان للالتهابات الحادة في المسالك التنفسية. هناك ملاحظة يجب تسجيلها وهي أن العقار الذي تم اختباره في التجربة التي أجراها البروفيسور راوول، كما في تجربة دسكفري السريرية الأوروبية، كان هو الإدروكسيكلوروكوين، المشتق من الكلوروكين، وليس الكلوروكين نفسه ما تم اختباره. في الوقت الحالي، يجب أن تكون حذرين: تم إجراء الاختبار على 24 مريضا فقط، وهذا لا يكفي لتأكيد فعالية هذا الدواء. بالإضافة إلى ذلك، صرح الطبيب ألكسندر بليبترو، الاختصاصي في الأمراض المعدية في مستشفى Pitié-Salpêtrière بباريس، لجريدة Parisien: “لم يثبت أي منشور حتى الآن تأثيرا واضحا على تشخيص المرضى وشفائهم وبقاءهم”. 2- ما الفرق بين الكلوروكين والإدروكسيكلوروكين؟ الكلوروكين دواء يوصف أساسا لعلاج الملاريا أو للوقاية منها (نيفاكين الشهير). أما الإدروكسيكلوروكوين فهو أحد مشتقاته، يوصف بشكل رئيسي في طب الروماتيزم لعلاج الذئبة أو التهاب المفاصل الروماتويدي. يوصف أيضا للوقاية من التهاب الجلد خلال الصيف. يتم تسويق هذا الدواء في فرنسا تحت اسم Plaquenil. كلاهما من الأدوية القديمة التي طورها الكيميائيون الألمان بين الحربين العالميتين. كلاهما تم تسويقه من قبل مختبر Sanofi الكائن فرعه بالدار البيضاء، والذي حصل على إذن تسويق Nivaquine في عام 1998 وPlaquenil في عام 2004. 3- ما هي الأعراض الجانبية للكلوروكين؟ لم تظهرعلى المرضى الذين شاركوا في التجربة السريرية لمستشفى تيمون أعراض جانبية، ولكن تناول الدواء بجرعات عالية قد يؤدي ألى تسمم الجسم. يمكن أن يؤدي بالفعل إلى اضطرابات في نبضات القلب أو اعتلالات في اشبكية العين. هذا هو السبب في أن العديد من الأطباء لا يزالون حذرين. ولكن، كما أوضح البروفيسور فيليب بارولا، رئيس قسم الأمراض المعدية في المستشفى الجامعي لمرسيليا، على موقع فرانس إنفو : “نحن لسنا سحرة. لقد استخدمته السلطات الصينية لفترة طويلة جدًا”. وقد أجريت بالفعل دراسة أولى في ذروة الوباء على 100 مريض في الصين، داخل اثني عشر مستشفى في ووهان وبكين وشنغهاي وغيرها. يعتقد الباحثون الصينيون أن الدواء سيكون فعالا في “احتواء تطور الالتهاب الرئوي، وتحسين حالة الرئتين، وتقصير مدة المرض ومساعدة المريض على أن يصبح مرة أخرى مقاوما للفيروس”. “لقد علمنا بالفعل أن الكلوروكين كان فعالا في المختبر ضد فيروس كرونا المستجد وأكد التقييم السريري الذي أجري في الصين”، أعلن البروفيسور راؤول ثم أضاف أنه “أخيرًا، ربما تكون هذه علاج هذه العدوى أبسط وأرخص ثمنا من جميع أنواع العدوى الفيروسية “… 4- التسممات الأولى بالكلوروكين تسبب الخوف من فيروس كرونا والتهافت المفاجئ على الكلوروكين في حدوث أولى حالات التسمم والوفاة. في نيجيريا، البلد الذي يوزع فيه هذا المضاد للملاريا على نطاق واسع، تهافت العديد من الأشخاص على الدواء واضطر ثلاثة منهم إلى تلقي العلاج في المستشفى بعد تناول جرعات زائدة. في الولاياتالمتحدة، حصل زوجان في الستينيات من عمرهما على فوسفات الكلوروكوين (منتوج يستعمل لأسماك الحوض) ووضعاه في ماء الصودا على أمل بناء مناعة ضد فيروس كرونا. لكن الرجل لقي حتفه بعد شربه المحلول. وكان الجميع قد سمعوا رئيس الولاياتالمتحدة دونالد ترامب يشيد بمزايا هذا العقار واصف إياه بأنه “قوي للغاية وموافق عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء” في مؤتمر صحفي. لكن إدارة الغذاء والدواء (Food and drug administration) كذبت ترامب وأعلنت عدم موافقتها على تناول هذا الدواء ضد كوفيد-19 موضحة أنها لا تزال تدرس فعاليته ضد المرض. 5- هل يمكن وصف بلاكنيل؟ في الوقت الحالي ، لا يفترض أن يتم وصف بلاكنيل لعلاج كوفيد-19، لأنه لم يحصل على إذن تسويق لعلاج هذا المرض، ولا يعمل على الوقاية من الفيروس. لذلك ليس من الضروري الذهاب إلى الطبيب لطلب وصفة طبية. أعلن المجلس الأعلى للصحة العامة (HCSP) عدم استخدام الكلوروكين في حالة عدم وجود توصية، “باستثناء الحالات الخطيرة المتكفل بها وبقرار جماعي من الأطباء وتحت إشراف طبي صارم”، كما أعلن وزير الصحة أوليفييه فيران يوم الاثنين 23 مارس. ثم أضاف: “يستثني المجلس الأعلى للصحة العامة أي وصفة طبية لعموم السكان لحالات غير خطيرة في غياب أدلة مقنعة”. من ناحية أخرى، اختار بعض الأطباء، بما فيهم البروفيسور فيليب بارولا سالف الذكر، عدم انتظار نتائج تجربة ديسكفري السريرية لإعطاء الإدروكسيكلوروكوين لمرضاه الذين تم إدخالهم إلى المستشفى في وحدة العناية المركزة: “يجب أن أتحمل مسؤولياتي خاصة تجاه الأشخاص المسنين، أي علاجهم في أسرع وقت ممكن من المرض منذ التشخيص”. في نهاية الأسبوع، أعلن عمدة نيس، كريستيان إستروسي ، الذي نعرف أنه مصاب بفيروس كورونا، في يومية La Provence أنه حصل من المستشفى الجامعي لمدينة نيس على إذن بالتزود بالأدوية المضادة للملاريا “لتفعيل بروتوكول البروفيسور ديديي راوول بموافقة العائلات “. 6- هل لدى فرنسا مخزون من البلاكنيل؟ أكد وزير الصحة الفرنسي، يوم السبت الأخير، أنه إذا ثبت أن الكلوروكين دواء فعال ضد فيروس كرونا، “سيكون لدينا ما يكفي لعلاج المرضى الفرنسيين”. من جانبه، قال مختبر سانوفي المذكور أعلاه إنه على استعداد لتسليم السلطات الفرنسية ملايين الجرعات من عقار بلاكنيل لمكافحة الملاريا، الذي يمكن أن يعالج 300000 مريض.