بعد سلسلة من الأحداث وقصة شهيدة الهجرة حياة ومع تردي الأوضاع المعيشية بالمغرب وازديادها يوما بعد يوم، تزداد الصعوبات الحياتية لعموم المواطنين وخاصة فئة الشباب ؟ كونهم يتعرضون يوميا أكثر من غيرهم لمختلف الضغوط الاجتماعية والاقتصادية والنفسية الخ، إذ ان فرص العمل باتت قليلة جدا ! فكثرت معها حالات الحاجة والحرمان حتى في مستلزمات العيش الضرورية والأساسية مما جعل الكثير من شبابنا يبحث عن الهجرة إلى خارج الوطن هربا من الفقر وبحثا عن حياة أفضل ومستقبل أضمن ! فالبيئة في المغرب في وضعها الراهن طاردة للعقول والكفاءات ؟ فأسباب التفكير بالهجرة عديدة منها الاقتصادية والاجتماعية وفِي ظل انعدام العدالة الاجتماعية وكثرة الظلم ! الدولة هي السبب الرئيسي في تفكير شبابنا بترك وطنهم؟ فالبحث عن حياة أفضل خالية من التعقيدات هي أحد دوافع الهجرة!!! فالتفكير بالهجرة يرتبط بالبحث عن جنسية دولة توفر لشبابها فرص العمل والشعور بالأمان الأقتصادي والأجتماعي ، ووجود آمال بمستقبل أفضل يواكبه تطويرا للذات وتحقيقا للأحلام ، حيث ان عدم الرضا عن الذات يشكل عائقا أمام استمرارية الأنسان فيولد داخله جحيم النقمة والضيق؟ف فضياع الشباب قضية لا يستهان بها ، لا سيما عندما يموت داخلهم الإرادة والعزيمة وروح التحدي والنصر وغياب الطموح والأمل والحيوية من أجل تجاوز الصعوبات ، فنشاهد الان أن بعضا من الشباب يتحدث عن طموحه كأنه أمر لا يهمه وليس لديه الأستعداد أن ينجز خطوة لتحقيق شيئا من هذا الطموح !!! ومنهم من تجد أنه ليس لديه طموح بالأساس وليس لديه صلة به ؟؟؟ وكأنه كائن شبه معدوم ؟ وأصبح هذا الحلم يتناثر سريعا إما بلاساليب الغير الشرعية ، أو بالموت غرقًا، وعلى الرغم من الحوادث المتكررة في الفترة الأخيرة، إلا أن ذلك لم يثنِ الشباب عن التفكير في الهجرة بالطرق غير الشرعية، وأصبحوا يبحثون في كل مكان عن "سماسرة" الهجرة، معتقدين أنّهم طوق النجاة الذي ينتشلهم من صعوبة خوض الإجراءات الرسمية للهجرة الشرعية. فالمشكلة أصبحت حقيقية ، فالشباب بات يبحث عن إنتماء له ، أو يبحث عن هوية ، أي انه يريد الانسحاب من واقعه أو الهروب منه؟؟؟ فعندما لا يجد الشاب ما يريده يصاب بحالة من اليأس والملل المؤدية إلى ازدواجية المعايير٠ نتمنى من أجهزة داخل الدولة أن تشاهد هذا المقطع الدي عبارة عن فيلم قصير من مرارة أو سخرية أو ألم وشكوى مما يحصل الأن ! فالحكومات ابتعدت كل البعد عن مشاكل ابناءها وبناتها وافقدتهم الثقة بمن حولهم ... الشباب مشروع وطني.. ومسؤولي الوطن بمشاريعهم يهتمون . أين المشروع ؟ وأين الوطن ؟ لك الله يا وطني.