عرب المغرب، رفضه “بشدة” نشر رجل الأعمال موريتاني محمد ولد بوعماتو صور جوازات سفر للمملكة، بزعم أنها تعود للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز. جاء ذلك في بيان للخارجية المغربية، الخميس، إثر نشر ولد بوعماتو، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صور جوازات سفر مغربية يزعم أنها تعود للرئيس الموريتاني وأحد أفراد عائلته. وقال البيان إن المملكة “ترفض بشدة هذا التجاوز”، واصفا إياه ب “الشنيع”. ولفت إلى أن “التحريات الأولية مكّنت من تأكيد أن هذه الجوازات المزعومة غير موجودة على مستوى قاعدة بيانات المصالح المغربية المختصة”. وأشار البيان إلى أن سلطات المملكة “ستمنع ولد بوعماتو من دخول التراب المغربي، مع الاحتفاظ بحق المتابعات الجنائية التي قد تفتح ضده”. وشدد على أن البلاد “متشبثة بالروابط التاريخية القوية بين الشعبين، وبالعلاقات الأخوية وحسن الجوار بين البلدين الشقيقين”. كما أكّد أن المملكة “لن تسمح بأي شكل من الأشكال، باستغلال تراب البلاد بغرض المس باستقرار موريتانيا أو استهداف مؤسساتها العليا”. رجل أعمال معارض ويعتبر ولد بوعماتو من أثرياء موريتانيا جنى ثروته من احتكار بيع السجائر في غرب افريقيا، وهو أيضا مؤسس مجموعة “بي أس إيه”، ومالك بنك “جي بي أم” وكان يعتبر مقربا من الرئيس المورتاني السابق اعلي ولد محمد فال. واستخدم بوعماتو ماله وعلاقاته الدولية الواسعة لتمرير الانقلاب العسكري الذي دبره الجنرال محمد ولد عبد العزيز عام 2008 ضد سيدي ولد الشيخ عبد الله، أول رئيس مدني منتخب في مورتنيا. وظهر بوعماتو في عدة صور بثها التلفزيون المورتاني الرسمي وهو يقف خلف ولد عبد العزيز أثناء حملته للترشح كمدني للرئاسة، لكن حبل الود سرعان ما انقطع بين الرجلين، وانقلب الرئيس على رجل الأعمال الذي فر بجلده خارج بلاده. واختار بوعماتو، الذي يحمل الجنسية الفرنسية أيضا، المغرب كمنفى له وظل يعيش فيع لعدة سنوات بعد أن اقتنى فيلا في مراكش. وعام 2015 طالبت موريتانيا من المغرب تسليمها بوعماتو بعدما أسس "هيئة تكافؤ الفرص في إفريقيا" لدعم الديمقراطيات الناشئة في إفريقيا، والتي رأت فيها نواكشوط نشاطا سياسيا معارضا للنظام الموريتاني انطلاقا من المغرب، لكن الرباط رفضت تسليمه إلى بلاده وطلبت منه بالمقابل مغارة المغرب. ويٌعتقد أن أحد أسباب توتر العلاقات المغربية الموريتانية في عهد ولد عبد العزيز يعود إلى استقبال المغرب لولد بوعماتو على أرض ه ورفض تسليمه للسطات الموريتانية. وسبق لمسؤول موريتاني أن صرح لجريدة “القدس العربي” أن استمرار تأزم العلاقات الموريتانية المغربية الملاحظ منذ سنوات «يعود لإيواء المغرب لاثنين من أكبر المعارضين الموريتانيين لنظام للرئيس محمد ولد عبدالعزيز، هما رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو والمصطفى الإمام الشافعي». وفي عام 2017، أصدرت نواكشوط مذكرة توقيف دولية بحق ولد بو عاماتو، الذي تقول الحكومة إنه قدم دعمًا لأعضاء بمجلس الشيوخ عارضوا الاستفتاء الدستوري العام الماضي. وفي عام 2018 أعلنت النيابة العامة بموريتانيا حجز وتجميد أرصدة مالية في بعض البنوك الأولية تعود لبوعماتو بعد أن اتهمته ب “ارتكاب جرائم فساد”. ويقيم ولد بو عماتو حاليًا في أوروبا، متنقلا بين عدد من دولها. وتشهد العلاقة بين الرباطونواكشوط التي توصف بالمعقدة، أحيانا، تباينا في مواقفهما من بعض القضايا الإقليمية خصوصا فيما يتعلق بملف الصحراء. وفي سبتمبر الماضي، أكد سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، “استعداد بلاده تطوير العلاقات مع موريتانيا، وتجويدها على مستويات مختلفة، من خلال توسيع وتنويع مجالات التعاون”. جاء ذلك عقب مباحثات بين العثماني ووزير الخارجية الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، على هامش زيارة الرسمية أجراها الأخير إلى المغرب.