23 سبتمبر, 2018 - 11:57:00 عاد مدير المخابرات الخارجية الفرنسية السابق بيرنارد باجولي، بين سنتي 2013 و2017، الى الازمة الدبلوماسية التي شهدتها سنة 2014 بين باريس والرباط، إثر "الاستدعاء الارعن"، على حد وصفه "الذي وجه الى مدير الامن المغربي عبد اللطيف الحموشي خلال زيارة قام بها مع وزير الداخلية الى فرنسا"، وقال انه في تلك الفترة "توقف المغرب عن التعاون في الميدان الامني، وعندما علمت ان الملك يجري زيارة سرية الى فرنسا، طلبت من الرئيس هولاند ان يتصل به، وقد حاول الرئيس الاتصال به هاتفيا بالفعل الا انه لم يتمكن من التواصل معه". وأضاف الدبلوماسي الفرنسي، في كتاب صدر له حديثا تحت عنوان: "الشمس لن تشرق نهائيا من الشرق"، أن "الازمة استمرت الى ان قام وزير الداخلية السابق "برنار كازناف" بزيارة الى المغرب، حيث استعادت العلاقات مجراها، ما مكن الوزير من تتويجه بوسام جوقة الشرف التي لم يكن يستحقها" على حد تعبيره. وبخصوص قضية الصحراء، كشف "باجولي"، الذي كان يشغل ايضا منصب السفير الفرنسي في الجزائر بين 2006 و2008، لاول مرة عن وساطة فرنسا المباشرة في المفاوضات بين المغرب والجزائر والبوليساريو حيث قال: "اوائل التسعينات، عندما كنت اشغل منصب مدير الشؤون الافريقية في وزارة الخارجية، أجريت لقاءَات سرية مع قيادات البوليساريو في باريس". وكشف أانه في "سنة 2006 سأل الرئيس "جاك شيراك عن المسألة (قضية الصحراء) فأجاب ان المغرب والجزائر والبوليساريو كانوا على وشك الوصول الى اتفاق لانهاء قضية الصحراء، الا ان المغاربة نسفوا المفاوضات في آخر لحظة"، وهو ما "جلب توبيخا لوزير الخارجية المغربي من طرف شيراك الذي لم يكن يكن له اي تقدير". وعن هذه القضية المعقدة يقول الكاتب انه عندما عين سفيرا في الجزائر لاحظ امتعاظا من الساسة الجزائرين مما يصفونه انحيازا فرنسيا الى للمغرب، وهو ما رد عليه إذ قال للرئيس بوتفليقة "انها ليست مسألة موقع بقدر ما هي مسألة عاطفة. قضية الصحراء مصيرية بالنسبة للمغرب، وهي ليست كذلك بالنسبة لفرنسا"، ما تفاعل معه الرئيس الجزائري قائلا "هي ليست مصيرية بالنسبة الينا ولكن، عليكم ان تعلموا ان شهر العسل مع المغرب لن يتم. ولا يمكن الحديث عن اتحاد مغاربي دون الوصول الى حل لقضية الصحراء ينصف الطرفين". ولم يتوقف الجاسوس السابق عند هذا الحد، ذلك انه عاد الى السنوات الاولى لاندلاع القضية وكشف ان "الرئيس الفرنسي جسكار ديستان، ارسل طائرات جاڭوار فرنسية لقصف الصحراويين في موريتانيا بين سنتين 1976 و1977"، وهكذا يكون قد كشف للمرة الاولى عن المشاركة الفرنسية في هذه العمليات العسكرية التي قٌتل فيه مؤسس البوليساريو الولي مصطفى السيد.