يدور في العراق، حاليا، جدل حول مصحف مكتوب بدم صدام حسين الرئيس العراقي السابق وحول ما إذا يجب الاحتفاظ به أم تدميره. ففيما يرى أغلب رجال الدين الشيعة ضرورة تدمير كل ما يرمز إلى صدام، يشدد أهل السنة على أن ذلك الأثر لا يقدر بثمن ويجب الاحتفاظ به. ويوجد المصحف في قبو بمسجد ''أم المعارك'' في العاصمة بغداد. ونسبت صحيفة "الغارديان" البريطانية إلى الشيخ أحمد السامرائي، رئيس هيئة الأوقاف السنية، قوله إن ذلك الأثر ''يساوي ملايين الدولارات، بل إنه شيء لا يقدر بثمن". وأشار السامرائي إلى أنه عمل حارسا لهذا المصحف ثلاث سنوات ليحفظه من الضياع لأنه أدرك ماله من أهمية. وفيما تحفظ علي الموسوي، المتحدث الرسمي باسم رئيس الحكومة العراقية رياض المالكي وهو من الشيعة، على الاحتفاظ بأي أثر يذكر بفترة حكم صدام، عبر عن اعتقاده في الوقت ذاته أن الأثر لابد أن يُحتفظ به لأنه يقول الكثير عن شخصية صدام و''وحشيته'' ولكنه يرى بأن الأثر لا يمكن أن يوضع في متحف قومي لأن العراقييين ''لن يحبوا رؤيته'' ولكنه من الممكن أن يعرض في متحف خاص بأغراض صدام و''يصبح مثل الأشياء التي تذكر بوحشية هتلر ونظام ستالين في روسيا". وكان صدام قد سحب، في بدياة تسعينيات القرن الماضي وطيلة عامين، 27 لترا من دمه. ووصف عباس شاكر جودي البغدادي، وهو الخطاط الذي كلف بالمهمة بعد مكالمة تليفونية من صدام نفسه، التجربة التي استمرت لعامين كان فيها ملاصقا للرئيس العراقي السابق بأنها "أليمة وأنه لا يريد أن يتذكرها". ويعيش البغدادي حاليا في أمريكا.