03 يوليوز, 2018 - 12:50:00 تميزت القمة الأفريقية التي اختتمت أشغالها الأحد الماضي في نواكشوط بتقديم، لأول مرة، تقرير مفصل عن قضية الصحراء أمام إلى رؤساء دول وممثلي حكومات الاتحاد الأفريقي. ويتعلق الأمر بالتقرير الذي قدمه رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقي محمات، يوم الأحد، إلى رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي المجتمعين في جلسة مغلقة في نواكشوط، وهو التقرير الذي تم تكليفه بإنجازه طبقا للقرار 653 الذي اعتمدته دورة يوليوز 2017. آلية جديدة موقع "لكم" حصل على نسخة من التقرير الذي يوصي بإنشاء آلية لحل النزاع بطريقة توافقية. وفي هذا السياق أوصى بأن "يُنشئ مُؤتمر الاتحاد (قمة نواكشوط) آلية أفريقية تُمكُّنه مُن تقديمُ الدعم الفعال للعملية التي تُقودها الأممالمتحدة، اُستنادا إلى قرارات مجلس اُلأمن ذات الصلة." أي العودة إلى "استئناف المفاوضات تحت رعاية الأمين العام، دون شُروط مسبقة وبحسن نُية بهدف إيجاد حل سياسي عادل ومستدام يقبله الطرفان، ينص على تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية في سياق ترتيبات تتماشى مع مبادئ وأهداف ميثاق الأممُالمتحدة". وحدد التقرير عمل هذه الآلية والمتمثل في تقديم "تقاريرها مباشرة إلى مؤتمر الاتحاد، وعند الاقتضاء، إلى مجلس السلم والأمنُ على مستوى رُؤساء الدول والحكومات. ولضمان الاتساق اللازم، لن يتم طرح مسألة الصحراء الغربية إلا في هذا الإطار وعلى هذا المستوى فقط". أما هيكلة هذه الآلية فيوصي التقرير أن تكون مكونة على النحو التالي: "اللجنة المخصصة لرؤساء الدول والحكومات بشأن نزاع الصحراء الغربية، التي تم إنشاؤها خلال الدورة العادية الخامسة عشرة لمؤتمر رؤساء الدول والحكومات، المنعقدة في الخرطوم، السودان " ومن "فريق رفيع المستوى يتألف من "الترويكا" التابعة للاتحاد ورئيس المفوضية"، ومن "وفد رفيع المستوى يتألف من رئيس الاتحاد ورئيس المفوضية". ويؤكد التقرير على ضرورة "أن يُشارك الاتحاد الأفريقي بنشاط في إيجاد حل، بالنظر إلى مسؤوليته في تعزيز السلم والأمن والاستقرار في جميع أنحاء القارة"، لكنه يحدد دور الإتحاد في " مرافقة ودعم الجهود التي تبذلها الأممالمتحدة، مع مراعاة أُن يبقي مجلس الأمن (الإفريقي) المسألة قيد نظره". موقف المغرب وفي أول تعليق له على التقرير قال وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة يوم الاثنين بنواكشوط، إن "ملف الصحراء المغربية مطروح بشكل حصري داخل الأممالمتحدة، وفقط فيها". مؤكدا على أن التقرير الذي عرض على رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي، ينص على "ضرورة أن يدرج الاتحاد الإفريقي عمله في إطار دعم معزز لجهود الأممالمتحدة، من أجل مضاعفة حظوظها في بلوغ هدفها. بعبارة أخرى لا يتعلق الأمر، بالنسبة للاتحاد الإفريقي، بتطوير مسلسل مواز لذلك الذي تشرف عليه الأممالمتحدة". وأوضح بوريطة أن التقرير يؤكد على أن "المرجع الوحيد في معالجة القضية يتمثل في قرارات مجلس الأمن للأمم المتحدة". وبخصوص الآلية التي تم تحديد مهمتها يوم الأحد من طرف الرئيس الحالي للاتحاد، السيد بول كاغامي، أبرز بوريطة أن "الأمر لا يتعلق بآلية لمعالجة قضية الصحراء، ولا للتدخل من أجل إيجاد حل لقضية الصحراء، بل هي “آلية أحدثت لدعم الأممالمتحدة، للتفاعل مع الأممالمتحدة في إطار مهمة المنظمة الأممية". وشدد بوريطة على أن "ثمة فاعل ريادي وحيد هو الأممالمتحدة، وهناك دعم يتأتى من الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي وهيئات أخرى تواكب جهود الأممالمتحدة". موقف "البوليساريو" من جهته قال إبراهيم غالي، رئيس "الجمهورية الصحراوية" التي أعلنت "البوليساريو" عن قيامها من طرف واحد، إن "تقرير رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي بشأن الصحراء الغربية متزن ويعكس واقع القضية الصحراوية". وعبر غالي في حوار خص به قناة "فرانس 24" عن أمله في أن "تقرب الآلية الجديدة بين الرؤى، وأن تساعد دول الجوار في ذلك".