11 ماي, 2018 - 09:57:00 كشف نبيل بن عبد الله، الأمين العام للتقدم والاشتراكية، أن حزبه "تعرض في الآونة الأخيرة لجزء غير يسير من التحامل، غير أنه لم يسم من من الجهات وراء ذلك"، وبالمقابل استبعد أن يكون هذا "التحامل" من منطلق الخشية على مسار "علي يعتة". وتوقف بنعبد الله مساء الجمعة 11 ماي الجاري، خلال كلمته التي ألقاها بمناسبة الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني العاشر للتقدم والاشتراكية ببوزنيقة، عند فترة المشاورات الحكومية التي قادها عبد الإله بن كيران، موضحا أن حزب التقدم والاشتراكية حرص على التجاوب الإيجابي مع الوضع آنذاك وسعى إلى تجاوز أي انسداد أو عرقلة تشكيل الحكومة. وأضاف قائلا :"حرصنا على توفير التوافق الإيجابي المطلوب، لتفادي أية انعكاسات سلبية على الأوضاع العامة ببلادنا، وتوفير الشروط الكفيلة ببناء أجواء الثقة، من خلال التقيد بمقتضيات الدستور وبمقومات المنهجية الديمقراطية، بغية تجاوز وضعية الفراغ وتمكين كل من مؤسستي الحكومة والبرلمان من الاضطلاع بمهامهما الدستورية، والانكباب على تدبير قضايا وملفات الشأن العام الوطني في اتجاه مواصلة الإصلاح في مستوياته المختلفة". في ذات الصدد، جدد زعيم ال"بي بي إس"، دعمه لرئيس الحكومة الحالي سعد الدين العثماني، مشيدا بأداء خلفه، ابن كيران، لما أبان عنه من "وطنية عالية وخصال رفيعة"، على حد قوله. نبيل بنعبد الله الذي يراهن على الفوز بولاية ثالثة لقيادة أمانة حزب "علي يعتة"، لفت إلى أنه إبان مرحلة عبد الاله بن كيران، لم يتخذ أي قرار حكومي كان فيه مساس بالتوجه التقدمي أو الديمقراطي أو التحديثي، كما لم يقع أي انحراف عن منهج حزب "الكتاب". ودافع عن تحالفه مع حزب العدالة والتنمية بالقول: "إن التناقض الرئيسي في المرحلة التاريخية التي تجتازها بلادنا ليس كامنا في الصراع بين المحافظين والحداثيين، بقدر ما هو صراع سياسي محض يتصل مباشرة بالديموقراطية وبمدى تشبع جميع الفرقاء بثقافتها وتقبلهم لمؤدياتها". وبعدما أطاح "الزلزال السياسي"، بأربعة وزراء عن التقدم والاشتراكية، على خلفية تعثر مشروع "الحسيمة.. منارة المتوسط"، استغل الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية مناسبة اليوم لينوه بوزراء حزبه الذين جرى إعفاءهم، مفيدا بأن ما قاموا به من أعمال ومنجزات تتحدث عن نفسها، لاسيما في القطاعات ذات الطابع الاجتماعي، في حين وصف حصيلة ولايتهم بالمشرفة جدا. ولم يكتف بنعبد الله بذلك فحسب، بل تابع جرد ما أسماها ب"الإنجازات"، موضحا أنه في قطاع الصحة التي كان الحسين الوردي على رأسه، تم تيسير الولوج إلى العلاج عبر نظام "راميد" إلى جانب تحفيض مجموعة من الأدوية، فيما سجل قطاع السكن والتعمير تقليص العجز السكني وتجويده، وإعادة هيكلة الأحياء غير القانونية وبذل جهود لتوفير السكن اللائق ومحاربة دور الصفيح، وفي الشغل من خلال دعم برامج البحث عن الشغل والتشغيل الذاتي وإحداث نظام التعويض عن فقدان الشغل وإصلاح نظام التعويض عن حوادث الشغل وتفعيل نظام التغطية الصحية لطلبة التعليم العالي والتقني بالقطاعين العام والخاص. أما على مستوى الثقافة، فقد تم توسيع شبكة المؤسسات الثقافية، وتعزيز العرض الثقافي، وتفعيل سياسة القرب المجالي للثقافة والبنيات الثقافية وحماية وتثمين التراث ودعم العمل الثقافي والفني والإبداع والحرية، كما تم التقدم في أجرأة الولوج إلى الماء عبر ما سنته الوزارة التي كانت ولازالت تدبرها الوزيرة شرفات أفيلال من تدابير ترمي إلى تبني حكامة أجود في تدبير الثروة المائية وتحسين مستوى الحماية من الفيضانات والاهتمام أكثر بالمناطق الأشد خصاصا من حيث الموارد المائية. هذا، وقال بنعبد الله، "إننا نعتز بالحصيلة الإيجابية لحزبنا، ونعيش يوما كبيرا ولحظة مميزة، حين يلتئم مؤتمرنا الوطني في دورته العاشرة"، مشيرا إلى أن مؤتمر هذه السنة ينعقد في ظل ظروف دولية ووطنية متغيرة، وإجماع وطني على قضية الوحدة الوطنية، بنفس جديد يتبلور في كنف نموذج يمس البعدين الديمقراطي والتنموي". وعرفت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني لحزب التقدم والاشتراكية، حضور شخصيات وطنية ودولية، أبرزها رئيس الحكومة، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سعد الدين العثماني، نزار بركة، الأمين لعام لحزب الاستقلال، الحبيب المالكي رئيس مجلس النواب وحكيم بنشماش رئيس مجلس المستشارين، نبيلة منيب الأمينة العامة للاشتراكي الموحد رفقة المقاوم محمد بن سعيد ايت يدر، إلى جانب بعض الوزراء محمد يتيم وجميلة المصلي ورشيد الطالبي العلمي، فضلا عن الكاتب العام للحزب الديمقراطي بالسينغال وممثل الحزب الشيوعي العراقي وأيضا وفد ممثل لدولة فلسطين، في حين تغيب عبد الإله بنكيران الأمين العام السابق للبيجيدي، رغم استدعائه.