11 ماي, 2018 - 07:36:00 انتقد نبيل بنعبد الله، أمين عام حزب "التقدم والاشتراكية"، "المتحاملون" ضد حزبه، موجها كلامه إلى المنتقدين ل"تحالف" حزبه اليساري وحزب "العدالة والتنمية"، ذو التوجه "الإسلامي"، قائلا :"ما تغاضى عنه الكثيرون ممن أَعْوَزَتْهُمُ الموضوعيةُ في التشخيص، حتى لا أقول النزاهةُ في التحليل، رغم أن الواقع الذي لا يرتفع يؤكد أَنْ لا قرارَ حُكومي اتُّخِذَ في ظل مشاركتنا، وكان فيه مساسٌ بالحقوق أو الحريات أو بالمجال والمكتسبات الديمقراطية، بل بينت التجربة أن حزب التقدم والاشتراكية ظل ساهرا يقظا بخصوص كل ما من شأنه مخالفةُ التوجه القيمي الديمقراطي والتحديثي". بنعبد الله الذي تحدث مساء اليوم الجمعة، خلال افتتاح المؤتمر الوطني العاشر للتقدم والاشتراكية، بوزنيقة، أضاف قائلا ان "ما يجعلنا متأكدين من أن جزءً غيرَ يَسِير من أشكال التحامل على حزبنا وعلى اختياراته، لم يكن مَرَدُّه خِشْيَة بريئةً على مبادئِ اليسار وقيم الحداثة من الذوبان والضياع! ..بَلِ الحقيقةُ الساطعةُ أمام أعيننا أن الأمر تعلق دوما بخوض صراع سياسي، قد نتفهمه ونفهم طبيعته، إلا أننا لم نستسغ، ولن نستسيغ، بعضا من طُرُقِهه وأساليبِهه ..".
وأقر بمرور حزبه بمرحلة وصفها بال"الصعبة"، مردفا :"مررنا في هذه السنوات الأربع بظروفٍ ولحظاتٍ ليست سهلةً بالمرة، وعَبَّرْنَا جَهْرًا عن الصعوبات والآلام والآمال والتطلعات بِلُغَتِنَا الخاصة والنابعة من قناعتنا الحزبية الجماعية، لغةٍ لم نصطنعها ولم نبتذلها، بل إنها تعود إلى سنوات مضت.. لغة تندرج في سياق التنافس الحزبي والصراع الفكري والتعبير عن الآراء في إطار التطور الديمقراطي العادي ببلادنا..". وعن تقييم أداء حزبه الانتخابي، قال مسترسلا :"هي مناسبةٌ للعودة، ولو سريعا، لسنة انتخابية شاقة عاشها حزبنا خلال سنة 2015، وحقق فيها نتائج إيجابية، على العموم، في ظل ظروف صعبة، رغم وجوب الإقرار بأننا لم نُفلح في تحقيق ما طمحنا إليه خلالها، حيث لم تكن النتائج متناسبة مع الطموح، ولا في مستوى عملِ الحزب ودورِه في الساحة السياسية الوطنية، ولا بقَدْرِ إسهاماته الكبيرة في الاصلاحات..". وعرج زعيم ال"بي بي إس"، في الآن ذاته، دعوة الدولة إلى معالجة الملفات الاجتماعية والاحتجاجات المتتالية بشكل دائم ومستمر لا ظرفي مؤقت لامتصاص الأزمات، مشيرا في معرض الكلمة :"على يقين بأن أيةَ معالجةٍ اقتصاديةٍ واجتماعية ضيقة للتحديات المطروحة لن تستقيم، ولن تؤتي نفعها منفردة، إلا في كنف مؤسسات قوية، وحياة سياسية سليمة، وحياد إيجابي للسلطات العمومية، وأحزاب متجذرة ومستقلة، بما يمَكِّنُ الفعل المدني، بجميع أشكاله..".