20 يناير, 2018 - 06:43:00 يستعد عبدالسلام مريوة إمام مسجد "ذو النورين" بولاية المسيلة، وسط الجزائر، لتجربة جريئة في حياته لم يتخيلها قبل، إذ شرع في تعلم اللغة الأمازيغية التي لم يكن يفقه فيها سوى كلمات بعدد الأصابع، لكنه الآن مستعد، بحماس الشباب، لحمل هذه اللغة وتعلمها بفخر كبير، لأننا على يقين بأن الإمامة لا تنحصر في مكان معين، وقد أكون يوماً في مسجد قرية أو بلدية سكانها لا يتكلمون سوى الأمازيغية، وهناك أكون مجبراً على التكلم معهم بلغتهم أو لهجتهم. التجربة التي يعيشها الإمام مريوة جاءت بعد أن بدأت لجنة بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية، في 17 يناير 2018 عملها، للتنسيق مع مختلف المعاهد، والزوايا، والمدارس القرآنية، قصد إدراج اللغة الأمازيغية في المقررات الدراسية. وكان وزير القطاع محمد عيسى، قد صرَّح موازاة مع الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، في 12 يناير الجاري، بأن وزارته ستعطي الرعاية الكاملة للغة الأمازيغية، وتعميم تعليمها. الأمازيغية في كل المساجد اهتمام وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بملف الأمازيغية في الجزائر، سيترجم بعد مدة من الآن إلى تعميم اللغة عبر كافة مساجد الجمهورية. وأكد الوزير محمد عيسى أن جميع الأئمة ومدرسي التعاليم الدينية عبر مختلف المساجد، سيكونون مرغمين على تعلم اللغة الأمازيغية من خلال برامج تكوينية يشرف عليها أكاديميون ومختصون. وقال عيسى: "الأئمة الممارسون سيكونون جميعاً مدعوين لتعلم الأمازيغية، في إطار دروس تحسين المستوى وتحيين المعارف، والوزارة ستنظم لقاءات ولائية وجهوية، وحتى محلية، لتحقيق اطلاع أوسع على هذه اللغة من قبل الأئمة". أما الطلبة المسجلون في المعاهد، الزوايا والمدارس القرآنية بحسب الوزير "فسيتعلمون اللغة الأمازيغية لفهم أصولهم، والتحدث بفخر حول دينهم، من خلال مقررات دراسية ستدخل برامجهم السنوية بداية من العام الجاري 2018". تفسير القرآن بالأمازيغية تعزيزاً لخطة تعميم استعمال الأمازيغية في المؤسسات الدينية بما فيها المساجد، يرتقب أن يشهد الثلاثي الأول من السنة الجارية 2018، توزيع كتاب هو الأول من نوعه، يحمل تفسيراً للقرآن باللغة الأمازيغية. وسيكون الكتاب بحسب وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، مرجعاً مهماً للأئمة والباحثين، ودعماً كما قال في تصريحات إعلامية "للغة والثقافة الأمازيغية في شقها الديني". وكانت لجنة مشتركة بين وزارة الشؤون الدينية والأوقاف والمحافظة السامية للأمازيغية، قد أطلقت في نوفمبر 2015، مشروعاً لإعداد كتاب تفسير معاني القرآن الكريم باللغة الأمازيغية. الفريق الذي أشرف على إعداد المشروع ضم جامعيين ولغويين ومفسرين للقرآن الكريم إلى اللغة الأمازيغية، وتم وصف الخطوة بالحضارية والتاريخية، وتخدم على وجه الخصوص اللغة والثقافة الأمازيغية والهوية الوطنية الجزائرية.