30 نوفمبر, 2017 - 11:17:00 قال العاهل المغربي الملك محمد السادس، إن ما تناقلته وسائل الإعلام بخصوص ما تمارسه بعض المليشيات الليبية من "استبعاد" للمهاجرين، و"اتجار في البشر" يعد "إنكاراً تاماً للإنسانية"، معربًا عن إدانته الشديدة لها. جاء ذلك في رسالة وجهها الملك محمد السادس إلى القمة الخامسة للاتحاد الإفريقي _الاتحاد الأوروبي، التي افتتحت أشغالها، الأربعاء في مدينة أبيدجان، بدولة ساحل العاج. وفي 14 نوفمبر الجاري، بثت شبكة "سي إن إن" الأمريكية تقريراً مصوراً، قالت إن فريقها صوره بليبيا، يظهر سوقا لبيع المهاجرين الأفارقة مقابل 1200 دينار ليبي (نحو 800 دولار للشخص) في بلدة قريبة من طرابلس لم تكشف عن اسمها. واعتبر العاهل المغربي أن ليبيا، التي تشكل اليوم نقطة العبور الجديدة بين إفريقيا وأوروبا، "أصبحت بمثابة الجسر الذي تتدفق عبره الآفات بشتى أصنافها، والبؤرة التي تتدافع نحوها المصائب والمآسي كلها". وأعرب عن قلقه وامتعاضه مما تناقلته وسائل الإعلام من أنباء، حول الممارسات الفظيعة التي يتعرض لها عدد من المهاجرين في هذه المنطقة، معتبرا أن "هذه الأفعال المشينة تعد إنكاراً تاماً للإنسانية". وتابع "هذه الممارسات، التي تقترفها ميليشيات مسلحة غير خاضعة لسلطة الحكومة الليبية، تتنافى مع حقوق الإنسان الأساسية، ومع قيم وتقاليد الشعب الليبي". وأشار العاهل المغربي إلى انه بسبب النزاعات الإقليمية، فإن أفواجا عديدة من المهاجرين، غالبا ما تقع فريسة لشبكات الاتجار بمختلف أصنافها، التي تمتد من ترويج المخدرات إلى التنظيمات الإرهابية. وقال إنه "ينبغي العمل على تطوير السياسة الأوروبية في هذا المجال". وأفاد أنه "من غير المقبول أن تكون أفضل المواهب الإفريقية، سواء داخل المدارس والمعاهد المرموقة، أو العاملة في مقاولات القارة، محط أطماع الأوروبيين، وفي تجاهل تام للاستثمارات التي وظفتها البلدان الأصلية لهذه المواهب، من أجل تكوينها". واعتبر أن "هجرة الأدمغة(العقول) المترتبة عن الاستقطاب ظاهرة تبعث على الأسف والاستنكار". ودعا إلى "وضع تصور جديد لمسألة الهجرة، من خلال التعاطي معها كموضوع قابل للنقاش الهادئ والرصين، وكحافز على الحوار البناء والمثمر". وقال إنه من خلال ذلك "سوف نجني جميعا، في الشمال كما في الجنوب، ثمار هذه المقاربة الجديدة". وتعهد بأن يقدم أثناء مؤتمر قمة الاتحاد الإفريقي المقبل، مجموعة من المقترحات إلى رؤساء الدول، من أجل صياغة خطة عمل إفريقية بشأن الهجرة. وقال إن الدول الإفريقية مطالبة بالنهوض بمسؤولياتها في ضمان حقوق المهاجرين الأفارقة، وحفظ كرامتهم على أراضيهم، وفقا لالتزاماتها الدولية، وبعيدا عن الممارسات المخجلة واللاإنسانية الموروثة عن حقبة تاريخية عفى عنها الزمن.