19 غشت, 2017 - 02:01:00 توفي صباح اليوم السبت، بالعاصمة المغربية الرباط، مدير عام وكالة بيت مال القدس الشريف، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السابق، عبد الكبير العلوي المدغري، عن عمر يناهز 75 عاما، قضاها في محافل العلم والسجالات الفكرية. وعلمت الأناضول من مصدر بأسرته، أن العلوي المدغري، المولود عام 1942 بمدينة مكناس، وافته المنية صباح اليوم، بمستشفى "الشيخ زايد" بالرباط، بعد معاناة مع المرض. ومنذ العام 2002 وحتى وافته المنية، شغل الراحل منصب مدير عام وكالة بيت مال القدس الشريف، التي يوجد مقرها بالرباط، والتابعة للجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، ويرأسها العاهل المغربي الملك محمد السادس. ويعتبر المدغري أشهر وزير للأوقاف والشؤون الإسلامية في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، وبداية عهد الملك محمد السادس، حيث ظل يشغل المنصب لمدة 18 عاما متواصلة، من 1984 إلى 2002، بعد حوالي 3 سنوات من اعتلاء الملك الحالي العرش في البلاد (يوليو 1999). وفي يوليو 1999 تولي المدغري كتابة وتلاوة خطاب "البيعة" إثر جلوس الملك محمد السادس على عرش المملكة بعد وفاة والده الملك الحسن الثاني في 23 من الشهر ذاته. جمع الراحل في دراسته بين القانون والعلوم الشرعية، وعمل محاميا، كما عمل أستاذا للتعليم العالي وباحث بكلية الشريعة التابعة لجامعة القرويين بمدينة فاس، وأستاذا بالعهد المولوي بالرباط (معهد يوجد مقره بالقصر الملكي يدرس فيه الأمراء والأميرات). وبعد حصوله على شهادة البكالوريا (الثانوية العامة) التحق بكلية الآداب العلوم الإنسانية في فاس، وحصل على شهادة الإجازة (بكالوريوس)، ثم حصل على شهادة الإجازة في العلوم القانونية من كلية الحقوق بالرباط، وشهادة دبلوم الدراسات العليا (ماجستير) في العلوم الإسلامية، ودكتوراه الدولة في العلوم الإسلامية من دار الحديث الحسنية (مؤسسة حكومية للدراسات العليا في العلوم الإسلامية). عرف المدغري بسجالاته الفكرية مع التيارات اليسارية في تسعينات القرن الماضي وبداية الألفية الثالثة، خصوصا في قضايا حقوق المرأة. أمّا كتابه "ظل الله" الذي يشرح فيه الحديث المنسوب إلى الرسول محمد "السلطان ظل الله في أرضه"، والذي كان في الأصل درسا دينيا ألقاه المدغري في حضرة العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني في رمضان، فقد أثار جدلا كبيرا مع عدد من العلماء والمثقفين، وخصوصا اليساريين منهم. وخاض الراحل سجالات فكرية وسياسية مع الإسلاميين، وخصوصا "حزب العدالة والتنمية" بمناسبة صدور كتابه "الحكومة الملتحية دراسة نقدية مستقبلية"، عام 2006، قبل وصول الحزب إلى الحكومة بخمس سنوات. وقال المدغري في كتابه إن "الحكومات الملتحية القادمة لن يكون لها من الإسلام إلا الإسم"، مشيرا إلى أن "الحكومة الملتحية قادمة في عدد من بلدان العالم الإسلامي بسبب عوامل متعددة، غير أنها لن تكون إلا مجرد مقدمة لحكومة أخرى تأتي بعدها على إثر عقود من الزمن تسمى بحق الحكومة الإسلامية". واعتبرا أنه "إذا كانت الأولى لن يكون لها من الإسلام إلا الاسم، فإن الحكومة الثانية ستكون ثمرة مخاض عسير شامل على المستوى الثقافي والديني والسياسي والاجتماعي والاقتصادي، وستكون تعبيرا عن اختيار يختاره الشعب بإلحاح تحقيقا للمعادلة البسيطة: شعب مسلم + ديمقراطية = حكومة إسلامية". صدر للراحل عدة مؤلفات في العلوم الدينية وفي بعض القضايا الفكرية والسياسية، بينها كتاب "الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم لأبي بكر بن العربي المعافري – دراسة وتحقيق"، وكتاب "الفقيه أبو علي اليوسي نموذج من الفكر المغربي في فجر الدولة العلوية"، و"المرأة بين أحكام الفقه والدعوة إلى التغيير"، إضافة إلى كتابي "ظل الله"، و"الحكومة الملتحية دراسة نقدية مستقبلية". وإلى جانب اهتماماته الفكرية والشرعية عرف عن الراحل، اهتمامه الأدبي حيث صدرته له عدد من الروايات، بينها "ثورة زنو"، و"في مرآتنا علم آخر".