وكالات 17 يوليوز, 2017 - 01:01:00 دعا وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، إلى حل إقليمي للأزمة مع قطر يخضع لمراقبة دولية لضمان وقف ما قال إنها عمليات تمويل تتولى الدوحة توفيرها لتنظيمات متشددة، معتبرا أن سلوك قطر يمثل قلقا عالميا بسبب ثرواتها الضخمة، مشبها إياها بأنها "ثائر يبحث عن قضية" وقد وجد ضالته في التيارات الجهادية. مواقف قرقاش جاءت في خطاب ألقاه بمعهد تشاتام هاوس البريطاني، ووصف فيه الخلاف بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة، وقطر من جهة ثانية بأنه "جدي"، مضيفا: "الأمر ليس مجرد خلاف يتضمن دولا خليجية ومعها مصر. فالخطر المترتب على وجود دولة فائقة الثراء مع 300 مليار دولار من الاحتياطيات المالية قررت ربط نفسها بالإرهاب والجهاد هو أكبر بكثير من ذلك." ونفى الوزير الإماراتي أيضا أن يكون سبب الخلاف مع قطر هو موقفها المغاير لمواقف الدول الخليجية الثلاث، مشيرا إلى أن الكويت وسلطنة عُمان مثلا لديها مسارات دبلوماسية مستقلة اتخذتها دون إحداث أزمة، كما قال إن القضية لا ترتبط بمسائل حرية التعبير التي اعتبر أنها "غير موجودة أصلا في قطر" مضيفا: "الحرية التي تزعم قطر توفيرها مخصصة فقط للتصدير الخارجي." واعتبر قرقاش أن الحديث عن ربط الأزمة مع قطر بوجود قيادة سياسية جديدة في السعودية أو أمريكا هو تفسير غير صحيح، مذكّرا بأن الرئيس الأول لدولة الإمارات العربية، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كان له مواقف عبّر فيها عن قلقه من توجهات ولي عهد قطر آنذاك، الأمير السابق الشيخ حمد بن خليفة، ودعاه إلى العمل ضمن روحية مجلس التعاون الخليجي. وتابع الوزير الإماراتي بالقول: "الأمر لا يتعلق أيضا بإيران، رغم أن طهران ستحاول الاستفادة من السلوك القطري. هذا بشكل رئيسي، وقبل أي شيء آخر، يتعلق بالدعم الذي قدمته طوال العقدين الماضيين واحدة من أغني دول العالم إلى الحركات الجهادية في الشرق الأوسط، وإلى أشخاص وتنظيمات، بعضها على صلة بالقاعدة." واتهم قرقاش دولة قطر بإنفاق المال لزعزعة أمن المنطقة ودولها، بما فيها مصر. مبديا تفهمه ب"قلق" العديد من الدول حول العالم بسبب الأزمة التي تعصف بالخليج بعدما كانت المنطقة "واحة استقرار في الشرق الأوسط" مضيفا أن الكثير من المسؤولين في أمريكا وأوروبا يدركون أيضا ما وصفها ب"الازدواجية القطرية". قرقاش قال أيضا إن الحكومات الغربية تدرك "الدور التدميري الذي لعبته قطر في سوريا وليبيا" على حد تعبيره، مضيفا أن تقرير وزارة الخارجية الأمريكية أشار إلى تمويل قطري لجبهة النصرة، معتبرا أن ذلك أدى إلى الإضرار بجهود دعم المعارضة المعتدلة غير الجهادية التي كانت تواجه نظام الرئيس السوري بشار الأسد وأضاف: "بسبب هذا الأمر يجد السوريون أنفسهم اليوم وهم مضطرون للاختيار بين وحشية الأسد وقسوة داعش والقاعدة." وتحدث قرقاش أيضا عن ما قال إنه دور لقطر بدعم التنظيمات الإسلامية المتشددة في ليبيا وبينها "الجماعة الإسلامية المقاتلة" و"أنصار الشريعة" مضيفا: "السلوك القطري بات معروفا لدى الحكومات الغربية بأنه سلوك مدمر وهذه الحكومات تريده أن يتوقف." ووصف قرقاش قطر منذ عام 1995 بأنها تتصرف مثل "ثائر يبحث عن قضية" وأنها عثرت على ضالتها تلك في الحركات الجهادية مضيفا: "نريد حلا دائما وليس حلا يطيل الأزمة.. الدبلوماسية ستبقى مسارنا الوحيد، وقد قلنا في السابق أننا لن نصعّد الأمر بما يتجاوز الإجراءات السيادية التي يكفلها لنا القانون الدولي." وتابع: "نريد حلا إقليميا ومراقبة دولية. يجب أن نكون متأكدين بأن قطر التي تمتلك 300 مليار دولار من الاحتياطيات المالية لن تكون بعد اليوم راعية رسمية أو غير رسمية للإرهاب والجهاد. بدون هذا التغيير في السلوك فسيكون من مصلحتنا مواصلة البحث عن مسار منفصل عن المسار القطري." ورأى قرقاش أن الضغط الذي مارسته الدول الأربع على قطر "بدأ يثمر"، مستدلا على صحة موقفه بتوقيع الدوحة مؤخرا لمذكرة تفاعل مع الولاياتالمتحدة لمحاربة تمويل الإرهاب، إلى جانب تعهدها لواشنطن بمراجعة قائمة الأفراد والكيانات المتهمة بالإرهاب التي أذاعتها تلك الدول وربطتها بقطر، كما أكد أن الدول المعنية مصرة على مواصلة السير في هذا الخيار الذي رأى أنه الأصلح للرؤية الدينية الإسلامية الصحيحة وللقوى التي تناضل من أجل المستقبل.