قالت نائبة مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط، تمارا ويتس إن الانتخابات يمكن أن توصل إلى السلطة من لايؤمنون يقيم الديمقراطية. وكانت المسؤولة الأمريكية ترد على سؤال لموقع "لكم" بخصوص تصريحات عبدالاله بن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، والتي عبر فيها عن تهديده بالتصويت ضد التعديلات الدستورية إذا تضمن دستور لجنة المانوني حرية المعتقد والمساواة بين المرأة والرجل وسمو المواثيق الدولية على التشريعات المحلية، عندما عبرت عن استغرابها من تصريحات بن كيران على اعتبار أن حزبه "ينشط منذ مدة ليست بالقصيرة من داخل المؤسسات ويقبل باللعبة الديموقراطية كما هي". وأوضحت الدبلوماسية الأمريكية أن "الديمقراطية ليست هي الانتخابات فقط، لأن الانتخاب يمكن أن توصل إلى السلطة الغير المؤمنين بها"، لكن الديمقراطية في نظر المسؤولة الأمريكية "هي قيم، من بينها الحرية والعدالة والكرامة كما هي تعهد وضمان لحقوق الأقليات والأغلبية في نفس الوقت، وضمان حقوق المرأة واحترام حقوق الإنسان في كونيتها". من جهة أخرى قالت ويتس، إن السلطات الأمريكية أبلغت بشكل رسمي الحكومة المغربية قلقها وتخوفها من العنف الذي مارسته قوى الأمن المغربية ضد الاحتجاجات الشبابية السلمية المطالبة بالتغيير والإصلاحات الديمقراطية في شهر ماي الماضي. وأكدت الدبلوماسية الأمريكية في لقاء خصت به موقع "لكم"، أن الرئيس أوباما كان واضحا في خطابه الأخير بخصوص دعمه لمطالب الشارع العربي من أجل مناهضة الفساد والاستبداد السياسي وبناء الديمقراطية وتحقيق التنمية التي تعتبر حسب وجهة نظرها هي الضامنة الأساسية للمصالح الأمريكية في المنطقة العربية. كما أوضحت أن زيارتها للمغرب جاءت في إطار المتابعة عن قرب لمشاريع الإصلاحات التي أعلنت عنها الحكومة المغربية. وكشفت المسؤولة الأمريكية أن سفارة بلدها بالرباط وكذلك الإدارة الأمريكية بواشنطن تتابع عن قرب وعن كثب التحقيقات في ملف وفاة الناشط في حركة 20 فبراير كمال عماري، الذي اتهمت الحركة السلطات الأمنية المغربية بالتسبب في وفاته أثناء تدخلها بعنف لفض مسيرات 29 ماي بمدينة أسفي. وبخصوص حوار الإدارة الأمريكية مع الإسلاميين، وخاصة جماعة "العدل والإحسان"، وصفت تمارا ويتس أن اللقاءات التي تتم بيبن الطرفين بأنها "عادية وتدخل في إطار الاستماع إلى النشطاء السياسيين والمدنيين وتؤهليهم للعمل السياسي والمدني بشكل عام ، وليس لدعم وفرض الإسلاميين من طرف الإدارة الأمريكية على المغاربة". موضحة أن الموطنين المغاربة هم من سيختارون من يحكمهم عبر الانتخابات والمؤسسات التي تمثلهم. كما عبرت المسؤولة الأمريكية عن اهتمام الإدارة الأمريكية بحرية الصحافة بالمغرب، وفي هذا السياق قالت إنهم يتابعون عن قرب ملف اعتقال الصحافي المغربي رشيد نيني، الذي يشكل في نظرها امتحانا لجدية الإصلاحات التي وعدت بها السلطات المغربية بعد خطاب 9 مارس للملك محمد السادس. وأعلنت في هذا السياق على تخصيص الخارجية الأمريكية لميزانية مالية لدعم المدونين ونشطاء الانترنت لكي يتم توسيع هامش الحرية الأكثر في المنطقة العربية. وأشارت إلى أن مدونين مغاربة استفادوا من هذا الدعم الأمريكي في التكوين والتأهيل للعمل على الدفاع الحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية عبر الوسائط الرقمية. وفي ردها عن سؤال حول موقف الإدارة الأمريكية من النزاع في الصحراء، أكدت نائبة مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط أن الموقف الأمريكي لم يتغير، حيث تعتبر الإدارة الأمريكية أن "المقترح المغربي للحكم الذاتي جدي"، إلا أنها أشارت إلى أن أمريكا تحترم الإشراف الأممي على الملف التفاوضي حول الصحراء. --- تعليق الصورة: تمارا ويتس