16 فبراير, 2017 - 01:52:00 أجمع عدد من المهنيين في مجال التصوير الصحفي على أن الصورة في الصحافة المغربية، تعرف حالة من الفوضى ولا يتم التعاطي معها باحترافية. كما أن مهنة المصور الصحفي لم تستقل بعد عن مهن التحرير بالمهنة. جاء ذلك خلال لقاء بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، اليوم الخميس، دعت له وزارة الإعلام، حول موضوع "الصورة بالصحافة في المغرب..واقع الممارسة ورهانات التطوير". وقالت الوزيرة المكلفة بالاتصال بسيمة الحقاوي، إنه "لا يمكن التعاطي مع قضايا الإعلام بشكل عام دون إيلاء الصورة موقعها المستحق". وأضافت الوزيرة أن "المصور الصحفي بالمغرب لا يأخذ حظه الاعتباري المستحق، كما هو الشأن بالنسبة للصورة التي لم يأخذ موضوعها ما يستحق في الممارسة الصحفية". وأكد الحقاوي على أهمية الصورة في عالم اليوم باعتبارها "الدليل على الكلمة، وتضفي المصداقية، فضلاً عن تأثيرها على المتلقي أكبر مما تفعله الكلمات". كما نبهت الوزيرة إلى أهمية الصورة نظراً لقربها من الموضوعية، حيث أنه "مع القلم تبرز الذاتية والانحيازات، لكن المصور لا يملك كثيراً من ذلك". أما نقيب الصحفيين المغاربة عبد الله البقالي، فلم يتردد في القول إن "المصور الصحفي بالمغرب أصبح أشبه بمصور الأعراس حيث لا يمكن اليوم التفريق بينهما". وتأسف على أن الكثير من المحافل تحولت إلى فضاءات لبيع الصور المتحصل عليها مباشرة، حيث يتم التقاطها من قبل من وصفهم بالجحافل التي تتسارع عند كل نشاط لالتقاط الصور. وطالب رئيس "النقابة الوطنية للصحافة المغربية" ، السلطات المختصة بحماية المهنة من "المتطفلين". واعتبر أن وضعاً كهذا "أصبح المصور الصحفي يخجل من الكشف عن هويته، لأن المهنة أصبحت مهنة من لا مهنة له". وعلى المستوى المهني، دعا البقالي إلى معالجة وضعية المصور الصحفي داخل مؤسسته وفرض الوعي بأهمية الصورة واستقلاليتها، حيث عادة ما يتم اعتباره لا يقوم إلا بدور تكميلي للصحفي. وفي اللقاء ذاته، أكد رئيس "الفدرالية المغربية لناشري الصحف"، نور الدين مفتاح، أن ثورة التواصل الحاصلة أفقدت الصحفيين والمصورين السلطة التي كانت مقتصرة عليهم من قبل، حيث لم يكن أحد يستطيع الوصول إلى الرأي العام إلا عن طريق الصحفي أو المصور. واعتبر مفتاح أنه "إذا كان اليوم هناك 11 مليون مغربي منخرط في فيسبوك، فهذا يعني أن هناك 11 مليون صحفي أو مصور". ونبه المتدخل إلى تأثيرات هذا التحول على مستوى المهنية والأخلاقيات، خاصة مع وجود فيضانات من الصور والكلمات والأخبار التي تبث بدون أية حدود قانونية أو أخلاقية. وأدرج نور الدين مفتاح هذه الإشكالات ضمن التحولات الحاصلة في مجال التواصل والعادات الاستهلاكية على المستوى العالمي، لافتاً إلى أن ذلك أدخل مهن الصحافة والنشر في ظروف صعبة وجعلها تعيش اليوم حالة من المقاومة الدائمة.