وكالات 11 يناير, 2017 - 09:55:00 توجه الرئيس الاميركي باراك اوباما للمرة الاخيرة الثلاثاء الى الولاياتالمتحدة والعالم في خطاب مؤثر دعا فيه الى التيقظ. وهتف اوباما وسط التصفيق الحاد "نعم استطعنا"، في اشارة الى شعار حملته الانتخابية الشهير "نعم نستطيع". وبدا التاثر الشديد في بعض الاحيان على الرئيس ال44 للولايات المتحدة الذي سيسلم منصبه الاسبوع المقبل الى قطب الاعمال دونالد ترامب. وحذر اوباما (55 عاما) في شيكاغو التي شهدت انطلاقته السياسية اللامعة والتي احتفل فيها قبل ثماني سنوات بانتخابه رئيسا للبلاد من ان "الديموقراطية يمكن ان تتراجع اذا استسلمنا للخوف". وتابع "ديموقراطيتنا مهددة في كل مرة نعتبرها حقا مكتسبا"، مشددا على ان الدستور الاميركي "هدية ثمينة" لكنه لا يتمتع باي قدرة لوحده. وشدد على الانجازات التي تحققت خلال ولايتيه المتعاقبتين، معددا خصوصا خلق الوظائف واصلاح نظام التأمين الصحي وتصفية اسامة بن لادن. ودعا اوباما الذي غزا الشيب شعره وخسر من وزنه بعد ثماني سنوات على راس القوة العظمى في العالم الشعب الاميركي الى الوحدة محذرا من ان العنصرية لا تزال "مسالة خلافية" في الولاياتالمتحدة. وقال امام نحو عشرين الف شخص تجمعوا في هذه المدينة بولاية ايلينوي (شمال) والتي تعرف فيها على زوجته وولدت فيها ابنتاه "علينا جميعا، الى اي حزب انتمينا، ان نتمسك باعادة بناء مؤسساتنا الديموقراطية"، مشددا على قدرة الاميركيين العاديين على التغيير". "لا زلت اؤمن" بذلك وشدد اوباما الذي يتمتع بشعبية عالية على "قدرة الاميركيين العاديين على احداث تغيير". وحاول طمانة مؤيديه الذين لا يزالون تحت تاثير الانتخاب غير المتوقع لترامب، من خلال اشادته بالتقدم الذي حققه وبثقته القوية في قدرة الشعب الاميركي على التقدم. وقال اوباما "المرة الاولى التي اتيت فيها الى شيكاغو كنت قد تجاوزت العشرين ببضع سنوات وكنت احاول ان افهم من انا وكنت لا ازال ابحث عن هدف لحياتي". واضاف "هنا تعلمت ان التغيير يتم عندما يقرر اشخاص عاديون الالتزام والاتحاد للمطالبة به. وبعد ثماني سنوات في سدة الرئاسة لا زالت اؤمن بذلك". ومع ان اوباما لم يات ابدا على ذكر ترامب بالاسم، الا انه وجه اليه بعض التحذيرات خصوصا في مسالة التغييرات المناخية. وقال "يمكننا ويتعين عليها ان نناقش الطريقة المثلى للتصدي لهذه المشكلة". وتابع اوباما الذي ادلى بكلمته في قاعة "ماكغورميك بلايس" ان " الاكتفاء بإنكار المشكلة لا يعني خيانة الاجيال المقبلة فحسب وإنما ايضا خيانة جوهر روح الابتكار وايجاد الحلول العملية للمشاكل وهي الروح التي ارشدت آباءنا المؤسسين". وكان اوباما ادلى بكلمة بعد فوزه الاول في الانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر 2008 في غرانت بارك القريبة. وتابع امام الحشد الذي تحدى البرد للحضور "اذا كان هناك احد لا تزال لديه شكوك بان الولاياتالمتحدة مكان يمكن ان يتحقق فيه اي شي، اعتقد انه حصل على الرد هذا المساء". ثناء لميشيل ودموع وتأثر مسح الرئيس الاميركي المنتهية ولايته باراك اوباما الثلاثاء دمعة سالت على خده عندما اشاد بابنتيه وزوجته ميشيل التي وصفها ب"افضل صديقة" في ختام عاطفي لخطاب وداعي القاه في مدينة شيكاغو التي شهدت انطلاقته السياسية. وتوجه اوباما الى زوجته التي جلست مرتدية ثوبا اسودا قائلا "ميشيل لافون روبسون، ابنة الطرف الجنوبي، خلال ال25 عاما الماضين لم تكوني فقط زوجتي وام ابنتاي بل افضل صديقة لي." وقال لها وهو يمسح دموعه "اخذت دورا لم تطلبيه وجعلت منه دورك بجمال، وعزم، واسلوب، وروح مرحة" وسط تصفيق حار من نحو 18 الفا من الحضور. واضاف اوباما "هناك جيل جديد يطمح للافضل بفضل وجودك كقدوة. انا والبلاد فخورون بك". وكان الزوجان التقيا في شيكاغو حيث ولدت ايضا ابنتيهما. وقبيل ساعات من القائه الخطاب كتب اوباما على فيسبوك ان "شيكاغو هي نقطة البداية بالنسبة لميشيل ولي". وفيما حضرت ماليا (18 عاما) خطاب والدها الوداعي غابت اختها ساشا ابنة ال15 عاما، وهي ليست المرة الاولى التي تتغيب فيها ابنة اوباما الصغرى عن المناسبات العامة مثيرة موجة من التعليقات المرحة على مواقع التواصل الاجتماعي. وقال مسؤول في البيت الابيض ان ساشا فضلت البقاء في واشنطن للتحضير لامتحان في المدرسة في اليوم التالي. وتوجه اوباما لابنتيه واصفا اياهما خلال خطابه ب"سيدتين رائعتين". وقال اوباما "فخري لكوني والدكما يفوق فخري باي شيء آخر قمت به في حياتي" فيما ذرفت ماليا التي عانقتها امها بعض الدموع. واضاف اوباما "انتما ذكيتان وجميلتان والاهم من ذلك لطيفتان وعميقتا التفكير، ومليئتان بالشغف" مذكرا بان الفتاتين "تحملتا عبء سنوات تحت الاضواء بكل سهولة". واشاد مطولا بابنتيه ولوحظ غياب ساشا الاصغر سنا (15 عاما) والتي برر البيت الابيض لاحقا عدم حضورها بانها ستخضع لامتحان مدرسي في صباح اليوم التالي. وقال اوباما "من بين كل ما حققته في حياتي، اعظم فخر لي هو انني والدكما". واخيرا، التفت الرئيس (55 عاما) الى نائبه جو بايدن الذي وصفه وزوجته جيل ب"العائلة" الثانية، مثيرا موجة من التصفيق. وتوجه اوباما الى نائبه قائلا "كنت القرار الاول الذي اتخذته كمرشح، وكان الافضل (...) ليس فقط لانك كنت نائب رئيس عظيم بل لانني كسبت اخا في هذه الصفقة". وبعد انتهاء الخطاب، تعانق افراد عائلة اوباما بحرارة على المسرح.