28 سبتمبر, 2016 - 10:10:00 كشفت تدوينة لمصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، أنه كان آخر من علم بقرار إعادة فتح "دور القرآن" التابعة للداعية السلفي محمد عبد الرحمن المغراوي بمراكش. وكتب الرميد في تدوينة على صفحته على الفيسبوك "الحمد لله أن صح خبر فتح دور القرآن الكريم بمراكش... لقد كان مجرد خبر يحتمل الصدق والكذب فأصبح الآن حقيقة لا ريب فيها..." وتساءل الرميد في ذات التدوينة "من حقنا أن نفرح للفتح بقدر حزننا الشديد على الإغلاق.. نفرح وإن كان الوقت والسياق يشوشان بشدة ويسائلاننا لماذا الآن بالضبط وما الهدف؟"، قبل أن يضيف "مع ذلك أنا مصر على الفرح.. ومصر على دفع التشويش مهما كانت قوته وحجمه.." وهنأ الرميد المغراوي وجميع إخوانه وأخواته ورواد دور القرآن. وختم الرميد تدوينته بالكتابة: "كما نصحت دائما من أمكن لي تقديم النصح له... إن دور القرآن الكريم ينبغي أن تكون خدمتها خالصة للقرآن الكريم لا تعكر هذه الخدمة اعتبارات حزبية ولا تؤثر عليها معطيات دنيوية ليكسب أهلها الخيرية الموعودة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)". وكانت السلطات المغربية قد قررت إغلاق "دور القرآن" عام 2008 على إثر انتشار فتوى لصاحب هذه الدور المغراوي أفتى فيها بزواج بنت التسع، وهو ما جر عليه حملة كبيرة وانتقادات حتى من المجلس الأعلى العلمي الذي أصدر بيانا ينعث فيه المغراوي بأنه "شخص معروف بالشغب والتشويش على ثوابت الأمة ومذهبها"، وندد بفتواه التي وصفها بأنها "رأي شاذ ومنكر"، ووصلت الحملة ضد المغراوي إلى رفع دعوى قضائية ضده من لدن احد المحامين في هيئة الرباط مما حمله مغادرة المغرب إلى السعودية التي سبق أن درس فيها وتتلمذ على شيوخها الوهابيين، وظل المغراوي بمنفاه الاختياري حتى عام 2011 عندما عاد إلى المغرب في عز الحراك الشعبي وأفتى بتحريم التظاهر على اعتبار أنه خروج عن طاعة ولي الأمر، واعتذر عن فتوى "زواج بنت التسع"، كما دعا جماعته إلى التصويت لصالح دستور َ2011، ونزلوا بثقلهم في انتخابات 2011 لدعم مرشحي حزب "العدالة والتنمية". وكان مصطفى الرميد مباشرة بعد توليه منصب وزارة العدل قام بزيارة المغراوي في إحدى مدارسه ووعده بإعادة فتحها لكنها ظلت مغلقة حتى تم فتحها مؤخرا في قرار مفاجئ في نفس اليوم الذي انطلقت فيه الحملة الانتخابية. وطيلة السنوات الخمس الماضية جرت الكثير من المياه تحت جسر العلاقة ما بين المغراوي وجماعته السلفية وحزب "العدالة والتنمية"، بعدما فرقت بينهما السياسة وانشق عن صف المغراوي حماد القباج، منسق دور القرآن، والرجل الثاني في جماعته الذي أعلن ترشحه على قائمة حزب "العدالة والتنمية" إلا أن وزارة الداخلية رفضت ترشحه بدعوى أنه يحمل أفكارا معادية للديمقراطية.