عبدالحكيم الرويضي 28 غشت, 2016 - 02:09:00 حملت لائحة حزب "العدالة والتنمية" لوكلاء اللوائح في الانتخابات المزمع إجراؤها في 7 أكتوبر المقبل، نوعا من المفاجأة. خصوصا وأن اللائحة تضمنت أحد أبرز وجوه السلفية، ويتعلق الأمر بالداعية السلفي حماد القباج، الذي زكاه الحزب وكيلا للائحته بدائرة جليز بمراكش. حضور السلفيين بالأحزاب السياسية، لا يخص فقط حزب "العدالة والتنمية". فقد عمل حزب "الحركة الديمقراطية الاجتماعية"، الذي أسسه عميد الأمن الأسبق محمود عرشان، ويترأسه حاليا نجله عبد الصمد عرشان، على استقطاب العديد من السلفيين، خاصة أولئك الذين كانوا المعتقلين بتهمة الإرهاب، وعانقوا الحرية إما بعفو ملكي أو بانتهاء مدة اعتقالهم. فضلا عن استقطاب حزب "عرشان" لعدد من الشباب ذوي التوجه السلفي، تواردت أخبار عن احتمال دخول المعتقل السلفي السابق عبد الكريم الشاذلي، غمار الانتخابات المقبلة. من جهته عمل حزب "الاستقلال"، على استقطاب معتقلين سلفيين سابقين، ومن المحتمل أن يعمل على ترشيحهم على قوائمه الانتخابات المقبلة، على رأسهم أبو حفص رفيقي، الناشط الإسلامي الحالي، والمعتقل الإسلامي السابق قبل أن يحظى بعفو ملكي في فبراير 2012. ضريف: التيار السلفي لا يشكل قوة انتخابية لأنه معزول وغير متماسك وفي قراءة لظاهرة التسابق الحزبي لإستمالة أصوات السلفيين، اعتبر محمد ضريف، الباحث المتخصص في الحركات الإسلامية، أن فتح الباب أمام السلفيين للترشح في الانتخابات المقبلة، هو عنوان إيجابي لثقافة الانفتاح والاحتواء التي يعمل بها المغرب من أجل تدبير الاختلاف والتنوع بين مختلف تياراته، واعتبر أن الحقل السياسي بالمغرب له قدرة على احتواء جميع التوجهات والتيارات. وأكد ضريف في تصريح لموقع "لكم"، أن ترشح عدد من رموز السلفية خلال الانتخابات المقبلة لا يشكل قوة انتخابية، على اعتبار أن الجسم السلفي بالمغرب معزول وغير متماسك، وهو عبارة عن فسيفساء، "إنه أشبه بالجيش المكسيكي الذي يشمل عددا كبيرا من الجنرالات ولكن بدون جنود" يضيف ضريف. وتابع ذات الباحث قائلا: "عندما نتحدث عن السلفية العلمية، فإن مركز الثقل موجود عند محمد المغراوي، وهو شخص لا يتبادل الود مع حزب العدالة والتنمية"، وأوضح أن حماد القباج قد قدم استقالته من جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة التي يرأسها المغرواي، والتحق بعد ذلك بحزب "العدالة والتنمية"، "الآن لا يمكن أن نتحدث عن القباج ممثلا للتيار السلفي العلمي، بل يعتبر عمليا جزء من "العدالة والتنمية"" يقول ظريف. وفيما يخص حالة أبو حفص رفيقي، أكد ذات الباحث، أنه في حالة ما إذا ترشح للانتخابات، فهو بدون قاعدة، على اعتبار أن السلفيين تبرؤوا منه بسبب الأفكار التي يطرحها، معتبرين إياها قريبة من أفكار العلمانيين. الشرقاوي: ترشح السلفيين يعكس التوجه البرغماتي للأحزاب أما المحلل السياسي عمر الشرقاوي، فأكد أن السلفية بالمغرب تشكل كتلة ناخبة مهمة، دون أن تكون منظمة على شكل حزب أو مؤسسة رسمية. وأضاف في تصريح لموقع "لكم"، أن السلفيين أمام خيارين: "إما عدم المشاركة في الانتخابات، وإما المشاركة من خلال الأحزاب ذات الشرعية القانونية، وهناك خيار ثالث عبر تقدمهم من خلال لوائح اللامنتمين، لكنه يبقى خيارا صعبا كونه يستوجب الخضوع لإجراءات ومساطير معقدة ". وأوضح الشرقاوي أن الأحزاب قامت بترشيح بعض رموز السلفية، إما تعبيرا منها عن استيعاب واحتواء هذا التيار الذي ظل على علاقة متشنجة مع النظام السياسي في المغرب، "وهناك أحزاب تعاملت بمنطق براغماتي من أجل استمالة أصوات السلفيين" يضيف ذات المتحدث. وأشار المحلل السياسي، إلى أن حضور السلفيين في الانتخابات، لا يعبر بالضرورة عن مراجعة التيار السلفي لأفكاره تجاه النظام السياسي للمغرب، وأردف قائلا: "بل إن الأمر يتعلق بحالات فردية يمكن أن نراها في حالة الشاذلي والقباج وأبو حفص.. وهي اقرب إلى البرغماتية السياسية للحصول على مقاعد منها إلى محاولة إدماج هذه الفئة في المنظومة السياسية". وفيما يخص استغلال الدين لكسب أصوات الناخبين، أكد الشرقاوي، أن الانتخابات ستعرف انزلاقات فردية، لأن هناك صعوبة في تحول خطاب السلفيين. وزاد ذات المصدر قوله: "لا أعتقد أن هناك تحولا على مستوى خطاب السلفيين المرشحين للانتخابات.. وفي المقابل هناك عدد من الآليات والضوابط التي تمنع استغلال الدين في المعترك الانتخابي".