10 غشت, 2016 - 11:16:00 عندما عرض ولي العهد الياباني ناروهيتو الزواج على ماساكو أوادا التي كانت مترددة في قبول عرضه وعدها بأن يحميها بكل ما أوتي من قوة لكنه قد يجد صعوبة في الوفاء بوعده إذا تخلى والده الإمبراطور أكيهيتو عن العرش- كما هو متوقع- ووجدت المرأة التي عانت للتكيف مع الحياة الملكية نفسها إمبراطورة للبلاد. ولمح الإمبراطور أكيهيتو (82 عاما) - الذي استطاع مع زوجته الإمبراطورة ميتشيكو أن يأسرا قلوب اليابانيين بالدفاع عن المحرومين والعمل على مداواة جروح الحرب العالمية الثانية - في خطاب تلفزيوني يوم الاثنين إلى أنه قد يتخلى عن العرش بسبب تقدمه في السن. ورغم أن ناروهيتو (56 عاما) ينظر له على أنه جاهز للخلافة واضطلع بالفعل بمهام رسمية أكثر فإن زوجته ماساكو (52 عاما) التي رفضت عرضه للزواج مرتين خلال رحلة طويلة بدأت قبل قرابة ثلاثين عاما وجدت صعوبة في لعب دور زوجة ولي العهد. وخاضت ماساكو - التي تلقت تعليمها في جامعة هارفارد وتخلت على مضض عن مشوار مهني كدبلوماسية لتتزوج - معارك مع الاكتئاب لأكثر من عقد فيما كانت تكافح للتكيف مع الحياة في القصر الإمبراطوري ومع الضغوط لإنجاب ابن. ولا يمكن لابنتهما أيكو البالغة من العمر 14 عاما أن تجلس على العرش بموجب قوانين الخلافة التي تقصر هذا الحق على الذكور. وفي عام 2012 أقرت ماساكو التي أمضت جزءا كبيرا من حياتها في الخارج وتتكلم عدة لغات بأنها تعاني من مرض مرتبط بالضغط النفسي منذ فترة طويلة. ولا تظهر ماساكو في العلن إلا على فترات متقطعة. ويقول كينيث روف وهو أستاذ في جامعة ولاية بورتلاند ومؤلف كتاب (ذا بيبلوز إمبيرور) "الشعبية الإمبراطورية عادة ما تكتسب من خلال تأدية مهام عامة خلال فترة الحكم." وتابع قوله "إذا قام ناروهيتو بذلك فلا يوجد سبب للاعتقاد بأنه سيحظى باحترام أقل من والده. لكن التكهن بشأن الوضع في حالة ماساكو أكثر صعوبة." وأوضح ناروهيتو أنه سيواصل عمل والده في تذكير الناس بأهمية السلام حتى في الوقت الذي يتحرك فيه رئيس الوزراء شينزو آبي لإعادة صياغة تاريخ الحرب بنبرة أقل ميلا للاعتذار. لكنه معروف بدفاعه الحماسي عن ماساكو التي اختفت عن أنظار الرأي العام في 2003 بعد إصابتها بنوع من الطفح الجلدي وما وصف بعد ذلك باضطرابات في التكيف. وفي 2004 نشب خلاف علني نادر بين ناروهيتو والبلاط الإمبراطوري المسؤول عن تنظيم أنشطة الأسرة الإمبراطورية بعدما قال إن ماساكو التي كانت تأمل في استخدام خبرتها الدبلوماسية وهي زوجة لولي العهد "استنزفت طاقتها بالكامل" في محاولتها للتكيف مع حياة القصر. وقال "نعم كانت هناك محاولات لطمس مسيرة ماساكو المهنية وشخصيتها المتأثرة بهذه المسيرة." واستمر دفاع ناروهيتو على مدى الأعوام التي شهدت أيضا انتقاد صحف لزوجته لتجنبها الظهور. في 2008 طلب ناروهيتو قدرا من التفهم قائلا "ماساكو تواصل بذل كل جهودها بمساعدة المحيطين بها." وتتضمن واجبات الإمبراطور حضور المراسم الدينية وافتتاح جلسات البرلمان لكن أنشطة الرعاية الاجتماعية باتت تحظى بقدر كبير من الأهمية. ولا تزال صور أكيهيتو وميتشيكو وهما يرتديان ملابس غير رسمية ويجلسان بجوار ضحايا الكوارث في مراكز الإجلاء محفورة في ذاكرة الرأي العام. كما زارا أيضا مراكز لذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين. وتقول ميدوري واتانابي وهي صحفية وأستاذة زائرة في جامعة بونكا جاكوين إنه في المناطق الريفية وبين الجيل الأكبر سنا حيث يتمتع الإمبراطور بأكبر دعم له فإن وجود الزوجين معا له قيمة خاصة. وقالت "المهم هو أن الاثنين معا. وعدها بأن يحميها حتى آخر لحظة في عمرهما. أعتقد أنها ستبذل جهودا من أجله."