16 يوليوز, 2016 - 11:22:00 بعد وقت قصير على وصول الجنود الانقلابيين الى ساحة تقسيم في اسطنبول، تجمعت حشود غاضبة في المكان للتنديد بهم، واطلقت هتافات منددة بالانقلاب. وفي الساحة الشهيرة التي كانت مسرح تظاهرات معادية للحكومة في 2013، وقفت الجموع رافضة للانقلاب على الحكومة ذاتها، ولفّ بعض المتظاهرين نفسه بالعلم التركي. وذكرت المشاهد بالتظاهرات الحاشدة التي حصلت قبل ثلاث سنوات احتجاجا على الرئيس رجب طيب اردوغان الذي كان آنذاك رئيسا للوزراء. لكن هذه المرة كان المتظاهرون الى جانبه. وكان عناصر الجيش اقل عددا بكثير من المتظاهرين - مئة مقابل الف - وهدفا لغضب المتظاهرين. وهتف المتجمعون "ليخرج الجيش من هنا"، وتجمهروا حول نصب يخلد ولادة الجمهورية التركية قبل نحو قرن. وقال دوغان (38 عاما) "الناس يخشون حكومة عسكرية"، واضاف "معظمهم خدموا في الجيش، يعرفون ما تعنيه حكومة عسكرية". وفيما حلقت مروحية فوقهم، بدأ الناس يطلقون هتافات شاجبة ويرفعون قبضاتهم في اتجاه الطائرات. ثم انتشر الذعر عندما فتح الجنود النار. واصيب ثلاثة اشخاص، احدهم سقط ارضا وهو ينزف. وصلت سيارات الاسعاف وكانت اضواؤها الزرقاء تكشف عن وجوه الحشود الغاضبة. وارتفع صراخ احدهم قائلا "الجيش فعل هذا! قتلة!". وبعد دقائق، نزلت اعداد من عناصر شرطة مكافحة الشغب من الشاحنات حاملين دروعهم، وتفرق المتظاهرون الذين تجمعوا في الطرق الفرعية يسترقون النظر وسط هدوء حذر. وسمع اطلاق نار متقطع في الساحة التي اصبحت شبه خالية. وراحت سيارة اسعاف تجول في المكان بحراسة عربات الشرطة البيضاء المتوقفة. كما أطلق جنود النار على الاف المدنيين الذين حاولوا عبور جسر السلطان محمد فاتح فوق البوسفور سيرا، بحسب مصور وكالة فرانس برس، ما ادى الى جرح عشرات الاشخاص. ووقف احدهم مذهولا في شارع مجاور، وعلى صدره علم تركي عليه آثار دماء. وتجمهر حشد حول رجل مسن عانى من ضيق وسارع البعض لانعاشه. لا لسفك الدماء بين الاخوة وأغلقت المتاجر بسرعة مع ورود الانباء عن محاولة الانقلاب. ووقف العشرات امام اجهزة الصرف الالي لسحب الاموال، قلقين مما قد تحمله الايام المقبلة. في شوارع حي شيلشي باسطنبول التي تعج بالحركة، سارع الناس المذعورون الى شراء الماء قبل ان يختفوا داخل منازلهم التي كانت تسمع منها اصوات البث المباشر للاخبار. وبدت بعض اجزاء اسطنبول كمدينة اشباح، ولم تعد اليها الحشود الا بعد ساعات، ربما تلبية لدعوة الرئيس رجب طيب اردوغان للناس للخروج ومقاومة الانقلاب. وبدا الجسران اللذان يربطان الجانبين الاسيوي والاوروبي من البوسفور والمزدحمان عادة بالسيارات في اي ساعة، مقفرين. في احدى الحانات، كان عدد من الشبان يتحدون الوضع واصروا على عدم مغادرة طاولاتهم، مشيرين الى ان اي محاولة انقلاب لن تمنعهم من التمتع بسهرة في حي بشيكتاش العصري على الجانب الاوروبي من اسطنبول. وفيما كانت المروحيات تحلق، قال علي في بشيكتاش انه لا يريد لبلاده ان تعاني انقلابا جديدا بعد سلسلة الانقلابات التي شهدتها منذ 1960. وقال "هذا البلد شهد العديد من الانقلابات، انا ضد ذلك. الامر لن ينجح". وكشف عن وشم على جسمه لاتاتورك معربا عن حبه لمؤسس تركيا الحديثة. واضاف "انظر، الجميع ذاهب الى منزله بسبب الانقلاب. كم شخص تشاهد هنا؟ هذا المكان يجب ان يعج بالاف الاشخاص". وتابع "هذا الانقلاب ليس جيدا. سيعيدنا 20 سنة الى الوراء. لا يجب ان يحصل سفك دماء بين الاخوة". ووافق صديقه باشاك قائلا "هذه الدولة شهدت الكثير من الانقلابات، ولسنا جاهزين لآخر". وعندما هرع صاحب الحانة الى الخارج وهو يصرخ قائلا ان التلفزيون الرسمي "اعلن ان هناك انقلابا واحكاما عرفية"، تم خلال ثوان جمع الكراسي، وتفرق رواد الحانة.