ترجمة: طارق زهرتهدي 06 ماي, 2016 - 02:24:00 توجد العربية السعودية في وضع خطير. مجموعة بن لادن، أكبر شركة بناء في المملكة، سرحت خمسين ألف من عمالها الأجانب الذين سلموا تأشيرات مغادرة المملكة. لكنهم يرفضون المغادرة بدون الحصول على أجورهم. وقد أقدم بعض هؤلاء العمال على حرق حافلات تابعة للشركة. توجد اضطرابات في المملكة. في شهر أبريل، أقال الملك سلمان وزير الماء والكهرباء، الذي تعرض للانتقادات بسبب ارتفاع أسعار الماء، وسن قواعد جديدة لحفر الآبار، واقتطاعات في دعم الطاقة. إعادة هيكلة الوزارة هدفت إلى توفير 30 مليار دولار لخزينة المملكة التي تعاني من انخفاض أسعار النفط. ثمانية وستون في المائة من السعوديين يريدون استمرار دعم الماء والكهرباء. وهم ليسوا مهيئين لاختفاء الدعم. يرون أن ذلك من حقهم. يتسائلون لماذا بلد غني بمصادر الطاقة لا يقدم الطاقة مجانا تقريبا لرعاياه؟ ورث الملك سلمان مملكة في حالة يرثى لها. تعتمد مداخيل خزينة المملكة على عائدات النفط بنسبة تفوق تسعين في المائة. السكان لا يؤدون الضرائب، وعليه فالمورد الوحيد لجمع الأموال هو بيع النفط. وبما أن سعر برميل النفط انخفظ من 100 دولار إلى 30 دولار فقد انهارت مداخيل المملكة من النفط. خسرت العربية السعودية 390 مليار دولار من توقعات أرباح النفط السنة الماضية. وارتفع عجز الميزانية إلى 100 مليار دولار مسجلا رقما أعلى بكثير مما كان عليه في السابق. للمرة الأولى منذ 1991، لجأت العربية السعودية إلى عالم المال الخاص لاقتراض 10 مليار دولار. أن يلجأ هذا البلد، الذي يتوفر على صندوق ثروة سيادية ضخم، إلى الاقتراض لتغطية فواتيره هو بمثابة إشارة إلى أن أسسه هشة. ماذا يفعل بلد حين يدخل في مرحلة أزمة؟ يلجأ إلى شركة ماكينسي للاستشارات. وهذا بالضبط ما فعلته العربية السعودية. بعثت شركة ماكينسي محلليها إلى المملكة. وعادوا، في دجنبر 2015، بتقرير يقترح فكرة "العربية السعودية بدون نفط: تحول الاستثمار والإنتاجية". هذا التقرير يمكن كتابته دون زيارة البلد لأنه يتضمن كل الأفكار النمطية لليبيرالية الجديدة: تحويل الاقتصاد من اقتصاد تقوده الحكومة إلى اقتصاد يقوده السوق، خفض الدعم الحكومي والمدفوعات التحويلية، بيع ممتلكات الحكومة لتمويل المرحلة الانتقالية. لا يوجد أي تلميح للاقتصاد السياسي الغريب والسياق الثقافي للعربية السعودية. ويدعو التقرير العربية السعودية إلى خفض عدد الموظيفين في القطاع العام وخفض عدد العمال الأجانب متدنيي الأجور البالغ عددهم ثلاثة ملايين. لكن كامل الاقتصاد السياسي للعربية السعودية وثقافة رعاياها مبني على توظيف الرعايا في القطاع العام وعمالة متدنية الأجور من العمال الأجانب. تغيير هذان الأساسان يلقي بظلال الشك على بقاء الملكية. بدل القول عربية سعودية بدون نفط، كان على شركة ماكينسي أن تقول بصراحة: عربية سعودية بدون ملكية. ماذا سينتج التحول الذي تقترحه ماكينسي؟ يقول المحللون المتحمسون في ماكينسي: "تحول تقوده الإنتاجية سيمكن العربية السعودية من مضاعفة إجمالي الناتج المحلي وخلق ستة ملايين منصب شغل بحلول 2030." قام محمد بن سلمان، إبن الملك، بنقل تقرير ماكينسي وضمنه في مشروعه الشخصي "رؤية السعودية 2030." بيان محمد بن سلمان لا يختلف كثيرا عن مقترح ماكينسي. حماس الأمير يشير إلى نقص في الخبرة. إن بناء مستقبل بلد بأكملة على تقرير لماكينيسي يبدو أمرا متهورا. لكن الأمير محمد بن سلمان يتسم بمسحة من التهور بداخله. لقد قاد الأمير السعودية إلى حرب في اليمن لم تفضي إلى نتائج جيدة. محادثات السلام بين اليمنيين الجارية في الكويت متعثرة. لم تحقق العربية السعودية أي ربح تقريبا في اليمن. الرجل الذي قاد العربية السعودية إلى إخفاق مهين في اليمن هل سيكون هو المكلف بتحولها الاقتصادي؟ - الكاتب: فيجاي براشاد - المصدر: alternet.org