المديرية العامة للضرائب تدعو الملزمين إلى تقديم التصريح برسم 2024    الاتحاد السعودي يستهدف عبد الصمد الزلزولي    موانئ المغرب على المتوسط تستعيد عافيتها مع تحسن كميات الصيد في فبراير    التوتر الأسري في رمضان: بين الضغوط المادية والإجهاد النفسي…أخصائية تقترح عبر "رسالة 24 "حلولا للتخفيف منه    مصرع شخص وإصابة 6 آخرين في حادثة سير ضواحي طنجة    مطار محمد الخامس .. استبدال التفتيش المزدوج بالبوابات الأوتوماتيكية    الرياضة في كورنيش مرقالة خلال رمضان: بين النشاط البدني واللقاءات الاجتماعية    منخفض جوي جديد يرافقه أمطار ورياح قوية في عدة مناطق بالمغرب    التحقيقات متواصلة لتحديد امتداد نفق المخدرات بين سبتة المحتلة والمغرب    رجة قوية بوزارة التربية الوطنية!    الترجمة في المغرب و''عُقْدة'' الفرنسية    مربو النحل يحذرون من "العسل المهيّج الجنسي" في الأسواق المغربية    خيبة أمل نقابية بعد تأشير المحكمة الدستورية على قانون الإضراب    تنسيقية أساتذة الزنزانة 10 ترفض التراجعات وتعلن اعتصاما مركزيا بالرباط    البطولة الاحترافية "إنوي" للقسم الأول (الدورة ال 25).. شباب المحمدية ينهزم أمام ضيفه حسنية أكادير (4-0)    قرعة متكافئة للهلال والنصر في ربع نهائي أبطال آسيا    ‬دينامية ‬الدبلوماسية ‬ترفع ‬أسهم ‬المغرب ‬في ‬البورصة ‬الأفريقية    رواندا تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع بلجيكا    حموشي يؤشر على تعيينات جديدة في مناصب المسؤولية بمصالح الأمن الوطني    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها على وقع الارتفاع    المغرب يتصدر قائمة الدول عالميا في إنتاج الهيدروجين الأخضر من الطاقة الريحية    وزارة التجارة: استبعاد 5.583 طن من المنتجات المستوردة الُمخِلة بالشروط ومراقبة أكثر من 300.000 نقطة بيع وتسجيل 15.200 مخالفة    توقيف 8 أشخاص على خلفية قضية اغتصاب تلميذات قاصرات بمنطقة "كيكو" ضواحي بولمان    إسرائيل تجعل دخول المساعدات الإنسانية للفلسطينيين "شبه مستحيل"    الدبلوماسية الناعمة للفنون والحرف التقليدية المغربية.. بقلم // عبده حقي    الطائرات الصينية تعيد تشكيل ملامح صناعة الطيران: منافسة قوية تنتظر إيرباص وبوينغ    ليبيا.. "الكتب المدرسية" تتسبب في سجن وزير التربية والتعليم    دراسة جديدة تربط بين الطقس الحار وأمراض القلب في أستراليا    إلغاء مباراة مونبلييه وسانت إيتيان في الدوري الفرنسي بسبب الأعمال النارية    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الاثنين    المغرب يعزز مكانة جواز سفره بإضافة وجهات جديدة دون تأشيرة    شهر رمضان في أجواء البادية المغربية.. على إيقاع شروق الشمس وغروبها    نتانياهو يعتزم إقالة رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي    رسالة محمد بن عيسى ومسؤلية "الأصالة والمعاصرة" أمام الله والتاريخ بشأن مستقبل مدينة أصيلة    ترامب يطرح فكرة "التقسيم" مع بوتين    تقرير بريطاني: ثلث الهواتف المسروقة في المملكة المتحدة تُهرب إلى الجزائر    محاولة للإساءة للمغاربة: كشف مجرم جزائري ادعى الجنسية المغربية بعد اعتقاله في فرنسا    البطلة برطال: أهدي الميدالية الذهبية للملك محمد السادس والشعب المغربي    فوز الحسنية و"الجديدي" في البطولة    "طنجة تتألق في ليلة روحانية: ملحمة الأذكار والأسرار في مديح المختار"    حادثة سير خطيرة قرب طنجة تسفر عن وفاة وإصابات خطيرة    وفد برلماني نسائي يروج للمناصفة    هاليفي يٌثني على "حماس".. ونتنياهو يٌقيل رئيس جهاز أمن "الشاباك"    بوجلابة يكتب: "فيييق أحبّي !!"    واقع الأطفال في ألمانيا.. جيل الأزمات يعيش ضغوطات فوق التكيفات    نشرة جوية إنذارية بالمغرب    إسبانيا تمنح المغرب مليون يورو لاقتناء 10 سيارات إسعاف    مدرب الوداد موكوينا يتحدث عن إمكانية الرحيل بعد التعادل مع اتحاد طنجة    لا أيمان لمن لا أمانة له ...    الأدوية الأكثر طلبا خلال رمضان المضادة للحموضة و قرحة المعدة!    ارتباك النوم في رمضان يطلق تحذيرات أطباء مغاربة من "مخاطر جمّة"    نسيم عباسي يتيح أفلامه السينمائي للجمهور عبر "يوتيوب"    "آتو مان" أول بطل خارق أمازيغي في السينما: فيلم مغربي-فرنسي مستوحى من الأسطورة    ملكة الأندلس تتربع على عرش الجماهيرية دون منازع    تتويج "عصابات" بجائزة "فرانكوفيلم"    أبرز المعارك الإسلامية.. غزوة "بني قينقاع" حين انتصر النبي لشرف سيدة مسلمة    ظاهرة فلكية نادرة مرتقبة فجر يوم غدٍ الجمعة    أداء الشعائر الدينيّة فرض.. لكن بأية نيّة؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



آخر الرموز
نشر في لكم يوم 25 - 04 - 2011

في الوقت الذي خرجت فيه الجماهير تحمل عشرات الصور لمسؤولين وسياسيين تطالبهم بالرحل، كان هناك سياسي واحد رأيناه محمولا على أكتاف المتظاهرين. إنه محمد بين سعيد آيت إيدر. بطل من زمن آخر. وآخر الرموز السياسية الذي يحظى بالاحترام من قبل الجميع إسلاميين ويساريين وعلمانيين وليبراليين.
رجل من طينة الرجال اللذين قيل فيهم القول الكريم "فَمِنْهُمْ مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً".
حمل بن سعيد السلاح زمن المقاومة، وكان أحد قادة جيش التحرير في الجنوب، واختار المنفى لمتابعة نضاله من أجل تحرير الإنسان المغربي بعد أن تحرر الجزء الكبير من الأرض المغربية. وعاد إلى المغرب دون أن يهادن أو يساوم في مواقفه، وظل مثل الجبل الأشم لم يحنى هامته، في الوقت الذي كان يرى فيه هامات كبيرة تنكسر وأخرى تتعثر لتخفى تقوس ظهورها في بلاط السلطة.
ظل وفيا لمبادئه ولخط نضاله مثل وفائه لطربوشه الذي يحيلنا جميعا على زمن مضى، زمن الرجال الذين صنعوا الاستقلال، كالفقيه محمد البصري، وعبد الله إبراهيم، والمهدي بن بركة... وكلهم رحلوا دون أن يبدلوا مواقفهم، وعلى خطهم ونهجهم سار بنسعيد وفيا للهدف الذي ناضل من أجله منذ أن كان طالبا بمدرسة ابن يوسف بمراكش: الاستقلال والكرامة.
بالأمس جمع بنسعيد حوله شباب المغرب ليؤسس حركة 23 مارس، التي خرجت من رحمها فصائل اليسار المغربي الذي ما زال ينشط على الساحة السياسية، ومن بينها "منظمة العمل الديمقراطي الشعبي" التي أسسها عام 1983، عقب عودته من المنفى. ونفس المنظمة هي التي تحولت إلى النواة التي التحف حولها شتات اليسار، ليشكل حزب "اليسار الاشتراكي الموحد". وقبل ذلك كان لبنسعيد دور كبير في تأسيس الكتلة الديمقراطية عام 1992 التي جمعت شمل عائلة الأحزاب الوطنية، لاستكمال مسيرة الاستقلال وبناء الدولة الديمقراطية التي ناضل من أجلها الآباء ولم ينلها بعد الأبناء.
وبالأمس القريب رأينا كيف لجأت حركة 20 فبراير إلى عرين بنسعيد لتحتمي به من هجمة السلطة على تظاهراتها بالدار البيضاء. واليوم تحول هذا المناضل إلى رمز لشباب هذه الحركة، وقد رأينا كيف حملوه على الأكتاف في مظاهراتهم بالدار البيضاء.
فرغم أن بنسعيد كان من بين السياسيين المغاربة القلائل اللذين تنازلوا طوعية عن المسؤولية الحزبية في أوج عطائه، إلا أنه ما زال ينظر إليه كزعيم سياسي تحول إلى رمز عند الشباب قبل الكهول. رجل يحظى باحترام الجميع. لم تغريه قط لا السلطة ولا المال.
عندما أطلق سراح السياسيين الذين كانوا معتقلين على هامش ملف بلعيرج، كان بنسعيد السياسي الوحيد الذي وجهوا له الشكر، لأنه الوحيد الذي قبل أن يرأس اللجنة الوطنية التي آلت على نفسها الدفاع عن براءتهم. ومثل هذه المواقف ليست غريبة على رجل قضى حياته مناضلا من أجل الحق. ففي منتصف الثمانينات عندما كان ضحايا المعتقلات السرية في عهد الحسن الثاني، يموتون في صمت، وقف بنسعيد تحت قبة البرلمان ليرفع صوته عاليا ويفضح تواطأ الصمت الذي كان يعذب الضحايا أكثر مما كان يفعله فيهم جلاديهم. واليوم يرفع بنسعيد صوته مرة أخرى ليفضح نعيق البوم التي انطلقت ألسنتها لتخرس صوت التغيير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.