لقي 120 شخصا على الأقلّ حفتهم الأحد في تحطّم طائرة ركاب أثناء هبوطها في مطار موان بجنوب غرب كوريا الجنوبية آتية من بانكوك وعلى متنها 181 شخصا، في كارثة رجحت السلطات أن تكون ناجمة عن اصطدام الطائرة بطيور ورداءة الطقس. وقالت مديرية الإطفاء في بيان "حتى الآن، تمّ انتشال ناجيَين، كلاهما من أفراد الطاقم، و120 قتيلا".
وتحطمت الطائرة، وهي من طراز بوينغ 737-8AS، أثناء هبوطها وعلى متنها 175 راكبا وستة من أفراد الطاقم. ووقعت الكارثة، وهي من الأسوأ في تاريخ كوريا الجنوبية، عند الساعة 09,03 صباحا (00,03 ت غ) أثناء هبوط طائرة الرحلة 2216 آتية من بانكوك. وقال مسؤول محلّي في جهاز الإطفاء خلال اجتماع مع عائلات الضحايا، وفق ما نقل عنه بيان للمديرية، "قُذف الركاب من الطائرة عند الاصطدام بعائق، ما ترك لهم فرصة ضئيلة للنجاة"، مضيفا "الطائرة تحطمت بالكامل تقريبا ويصعب التعرف على جثث الضحايا". وأظهرت صورة ذيل الطائرة تشتعل منه النيران على مقربة من المدرج وعربات إطفاء وسيارات إسعاف تقف خلفه. وأظهر مقطع فيديو الطائرة وهي تنزلق على المدرج قبل أن تصطدم بجدار وتنفجر وتستحيل كرة لهب. ورجّحت السلطات المحلية أن يكون الحادث ناجما عن اصطدام الطائرة بطيور بالإضافة إلى عامل رداءة الطقس. وقال لي جيونغ-هيون، رئيس مديرية الإطفاء في موان، خلال مؤتمر صحافي إنّ "سبب الحادث هو على الأرجح الاصطدام بطيور بالإضافة إلى الظروف الجوية غير المواتية. ومع ذلك، سيتم الإعلان عن السبب الدقيق بعد إجراء تحقيق مشترك". "اعتذار صادق" وبحسب السلطات، فإنّ الطائرة كانت تقلّ "175 راكبا، بينهم تايلانديان، وطاقما من ستة أفراد". وهذا هو أول حادث مميت في تاريخ شركة طيران "جيجو" التي تأسست في 2005 وتعتبر من بين أكبر شركات الطيران المنخفض التكلفة في كوريا الجنوبية. وقدّمت الشركة "اعتذارها الصادق" وتعهّدت بذل كلّ ما بوسعها للمساعدة. وقالت في بيان "نحن في شركة طيران جيجو سنبذل كلّ ما في وسعنا للاستجابة لهذا الحادث. نقدّم اعتذارنا الصادق". وعلى ما يبدو فإنّ الطائرة اصطدمت بطيور "ممّا أدّى إلى خلل في منظومة عجلات الهبوط" أثناء محاولتها الهبوط. ويقع مطار موان الدولي في مقاطعة موان ويبعد حوالي 290 كلم جنوب غرب سيول. وبحسب مديرية الإطفاء فقد هرعت 32 عربة إطفاء وعشرات من عناصر الإطفاء إلى مكان الحادث. ودعا القائم بأعمال رئيس الجمهورية تشوي سانغ-موك إلى تعبئة جميع الموارد لإنقاذ الركاب. وقال تشوي في بيان "يجب على جميع الوكالات ذات الصلة... تعبئة جميع الموارد المتاحة لإنقاذ" ركاب الطائرة المنكوبة. وتشوي الذي تولّى منصب القائم بأعمال الرئيس الجمعة غادر سيول لمعاينة موقع الكارثة، كما أنّه يعتزم عقد اجتماع طارئ مع أعضاء مجلس الوزراء لمناقشة عمليات الإنقاذ والاستجابة لهذه النكبة، بحسب ما أعلن مكتبه. وقال تشوي "أعتقد أنّ كلمات العزاء لن تكون كافية للعائلات الثكلى التي ألمّت بها هذه المأساة". وأضاف أنّ "الحكومة بأكملها تعمل معا بشكل وثيق للتعامل مع تداعيات الحادث، وتخصيص جميع الموارد المتاحة، مع بذل كل جهد لضمان الدعم الشامل للعائلات المكلومة". وتبقى حوادث الطيران المميتة نادرة في كوريا الجنوبية. ويبقى أبرزها تحطم طائرة من طراز بوينغ 767 عائدة للخطوط الجوية الصينية قرب مطار بوسان في 15 نيسان/أبريل 2022، ما أدى الى مقتل 129 شخصا.