27 أكتوبر, 2015 - 08:28:00 مرة أخرى اختار رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران لغة الاستعارة والرموز، عندما كان يتحدث عن "الجراح" التي أصابت أغلبيته جراء نكت بعض أعضائها بالتزاماتهم، وبسبب صراعه مع وزير الفلاحة والصيد البحري في حكومته حول صندوق التنمية القروية. عبد الإله بنكيران، الذي كان يتحدث مساء الاثنين أمام نواب الأغلبية داخل مجلس النواب وبحضور زعماء أغلبيته، استعار قصة النبي سليمان الذي جاءته امرأتان تتنازعان حول رضيع، كل منهن تدعي أمومته، فاقترح عليهن أن يُقسمه إلى نصفين ويعطي لكل واحدة منهن نصف، فقفزت واحدة منهن هلوعة تتوسله أن لا يقسمه وأنها تتنازل عنه كاملا لغريمتها، فأدرك النبي سليمان من لوعتها أنها هي أمه الحقيقية. هذه القصة حكاها بنكيران لمستمعيه، عندما كان بصدد الحديث عن حربه مع خصومه دون أن يصفهم، وعن استعداده للتضحية من أجل المصلحة العليا للوطن لأنه أحرص من غيرها عليها حسب تصوره، وفهم من كلامه أنه بصدد تقديم تنازلات لهم، خاصة عندما قال بأن السياسة ليست فقط حلبة لتوجيه الضربات للخصوم وإنما لتلقي ضرباتهم أيضا. ويأتي حديث بنكيران هذا في سياق معركة كسر العظم بينه وبين وزيره في الفلاحة والصيد البحري حول صندوق التنمية الفلاحية الذي تبلغ ميزانيته 55 مليار درهم. لذلك تم تأويل كلام بنكيران بأنه تلميح إلى امكانية تنازله عن هذا الصندوق للوزير التكنقراطي المدعوم من القصر، خاصة عندما تحدث عن أن هدفه هو خدمة مصلحة الوطن قبل خدمة مصلحة حزبه. من جهة أخرى قال بنكيران إن سؤال الديمقراطية في العالم العربي مازال لم يحسم، منوها إلى أن المغرب ينظر إليه كأمل للإصلاح وتدبير الاختلاف في ظل حكومة منتخبة وإن كان البعض ينازع في شرعيتها، في إشارة إلى حزب "الاستقلال"، الذي قال إنه كان يعاني من الضبابية في الرؤية. وعاد بنكيران إلى التأكيد على أن أغلبيته مازالت متماكسة رغم كل التناقضات التي كشفت عنها الاستحقاقات الاخيرة بين صفوفها، ودعا أعضائها إلى مزيد من التضامن حتى لا يتشفى فيهم الأعداء!