لم يصدر أي رد فعل رسمي في المغرب عن خبر استشهاد يحيى السنوار، الرئيس الفعلي لحركة "حماس" الذي أٌعلن رسميا عن استشهاده يوم الأربعاء الماضي وهو يقاتل الجيش الإسرائيلي في مدينة رفح جنوب قطاع الغزة. وجرت العادة أن لا تتفاعل الدوائر الرسمية المغربية مع أحداث الحرب التي تشنها إسرائيل منذ أكثر من عام على قطاع غزة وعلى لبنان. إذا لم يصدر أي رد فعل رسمي مغربي على أخبار الإغتيالات السياسية التي نفذها الجيش الإسرائيلي في لبنان، كما لم يصدر أي رد فعل رسمي على الحرب التي تشنها إسرائيل على الدولة اللبنانية الرسمية، ومحاولاتها إجتياح أراضي دولة عربية تربطها بالمغرب علاقات رسمية داخل أكثر من إطار إقليمي ودولي.
لذلك لم يكن منتظرا صدور أي رد فعل رسمي من الرباط على خبر استشهاد زعيم "حماس" يحيى السنوار، كما لم يصدر قبل ذلك أي رد فعل رسمي عن حاذث اغتيال الزعيم السابق لنفس الحركة، إسماعيل هنية، الذي اغتالته إسرائيل في إيران في شهر يوليوز الماضي. وكان هنية قد زار المغرب بعد توقيع إتفاقات التطبيع بين الرباط وتل أبيب نهاية عام 2021، وحظي بإستقبال رسمي من طرف رئيس الحكومة المغربية آنذاك سعد الدين العثماني، وأقيم له عشاء رسمي بدعوة من الملك محمد الساذس. وإذا كان حادث اغتيال هنية قد خلف ردود فعل حزبية صادرة عن أحزاب مغربية مثل "العدالة والتنمية" و"التقدم والإشتراكية"، و"النهج الديمقراطي" و"فيدرالية اليسار" و"اليسار الموحد" بالإضافة إلى "جماعة العدل والإحسان"، كلها أدانت الحادث واعتبرته "إرهاب دولة" قامت به دولة الإحتلال، فإن التفاعل مع حادث استشهاد يحيى السنوار، الذي خلف هنية على رأس الحركة، لا يزال بطيئا، وقد مر على خبر إعلان استشهاده أكثر من 24 ساعة. وحتى كتابة هذه السطور، فقد خلت مواقع جميع هذه الأحزاب وحساباتها الرسمية على مواقع التواصل الإجتماعي من أي تعليق على خبر كبير مثل استشهاد قائد حركة "حماس"، بينما تفاعلت أسماء محسوبة على هذه الأحزاب والجماعة، من بينها أسماء قيادية، بصفة شخصية مع الحادث على صفحاتها الرسمية. وبالمقابل، فقد تفاعل رواد المواقع الإجتماعية في المغرب بقوة وكثافة منذ اللجطة الأولى لبداية تسريب خبر استشهاد السنوار على مواقع التواصل الإجتماعي، وجاءت أغلب ردود الفعل الصادر عن رواد هذه المواقع في المغرب متأثرة بالحدث ومنوهة ببسالة السنوار الذي استشهد وهو يقاتل أعدائه، كما تقاسمت الكثير من الحسابات المغربية فيديوهات وصور اللحظات الأخيرة من استشهاد قائد حركة "حماس"، مع تعليقات تشيد ببطولته وزهده في الحياة ودفاعه عن قضيته حتى آخر لحظة من حياته.