تسبب موقف عميد كلية ابنمسيك بالدار البيضاء، بعد رفضه تسليم جائزة لطالبة في حفل تخرج طلاب المدرسة العليا للتكنولوجيا، في غضب عارم جرّ عليه انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وأثار حفيظة قيادات حزبية وسياسية ونقابية. ويوم الأحد 14 يوليوز الجاري، أقدم عميد كلية ابن مسيك، الذي كان مجرد ضيف شرف لدى المدرسة العليا للتكنولوجيا بالدار البيضاء، على رفضه تسليم جائزة تخرج لإحدى الطالبات، وطلب منها نزع الكوفية الفلسطينية، لكن إدارة المدرسة العليا تدخلت لتدارك الأمر، وتسليم الطالبة شهادتها من خلال مدير المؤسسة، مما تسبب في حرج لعميد الكلية.
وعلق وزير العدل السابق، مصطفى الرميد عن الواقعة قائلا: " إذا صح أن عميداً بكلية مغربية رفض توشيح طالبة لأنها تحمل الكوفية الفلسطينية، فهو جبان لا يستحق العمادة، ومتجرد من الإنسانية لا يستحق الاحترام... أرجو ألا يكون الخبر صحيحاً". وأصدر مكتب الفرع المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بيانًا عبّر فيه عن "استنكاره الشديد للسلوك الأرعن لعميد كلية العلوم ابن امسيك"، معلنا تضامنه اللامشروط مع الطالبة المتفوقة التي تعرضت للاستفزاز من قبل العميد. وشدد البلاغ على أن حمل الكوفية الفلسطينية يُعتبر مفخرة للطالبة ولذويها تنضاف إلى تفوقها الدراسي، داعيا إلى "اتخاذ موقف حازم تجاه هذا السلوك الشاذ من قبل عميد كلية العلوم". وطالب طلاب المدرسة العليا للتكنولوجيا بالدار البيضاء، بفتح تحقيق في واقعة رفض عميد كلية العلوم بنمسيك، توشيح طالبة متفوقة في مؤسستهم، بسبب حملها للكوفية الفلسطينية. وأصدر مكتب الطلاب في المدرسة العليا للتكنولوجيا بيانا استنكاريا، اليوم الأحد، يستنكرون فيه بشدة ما وقع عشية يوم السبت 13 يوليوز بمؤسستهم، وقالوا "شهدنا موقفًا مؤسفًا وغير مقبول من عميد كلية العلوم بنمسيك، الذي رفض تسليم الجائزة لطالبة متفوقة بسبب ارتدائها الكوفية الفلسطينية، معتبراً ذلك طرحًا لقضية سياسية". وأكد الطلاب أن هذا التصرف أثار استياء وغضب الحضور من أطر تعليمية، وأولياء أمور الطلبة، والطلبة أنفسهم، معتبرين أن فيه "إهانة للقيم الأكاديمية والإنسانية التي تقوم عليها مؤسساتنا التعليمية". ويقول الطلاب إن ارتداء الكوفية الفلسطينية "هو تعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وهو حق يكفله الدستور المغربي والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان"، مطالبين بضرورة احترام حقوق الطلاب في التعبير عن آرائهم ومعتقداتهم بشكل سلمي وحضاري. وطالب الطلبة جميع المسؤولين في المؤسسات التعليمية بالالتزام بمبادئ النزاهة والعدل واحترام حقوق الطلبة، إلى جانب مطالبتهم بإجراء تحقيق عاجل في هذه الواقعة واتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان عدم تكرار مثل هذه التصرفات في المستقبل. وعبر مكتب الطلبة، عن تضامنه مع الطالبة المتفوقة وحقها في التكريم والاعتراف بجهودها وإنجازاتها الأكاديمية، ملتزما بالدفاع عن حقوق الطلاب وحريتهم في التعبير والمشاركة الفعالة في قضاياهم الوطنية والإنسانية.