في ذلك الصباح الماطر بالعاصمة الفرنسية باريس كان المحجوب السالك، زعيم تيار "خط الشهيد" المعارض لجبهة البوليساريو، متوجها الى محطة القطار قصد العودة الى مدريد. طلبنا منه إجراء حوار فقبل الطلب شريطة الحديث داخل سيارة تقله لوجهته ربحا للوقت. الوقت كان هاجس المحجوب السالك الذي رأى أن استمرار الآلاف من الأسر داخل خيام غوث اللاجئين بمخيمات لحمادة هي جريمة ضد الانسانية ترتكب كل يوم ويتحمل مسؤوليتها المغرب والجزائر وقيادة البوليساريو التي لا تعكس إرادة وطموحات الشعب الصحراوي حسب ضيف برنامج "باريس بالدارجة"، الذي تستضيف فيه "لكم" عددا من الفاعلين على أرض العاصمة الفرنسية. المحجوب السالك اعتبر أن إستدامة عمر الأزمة في الصحراء تستفيد منه "عصابات الريع في المغرب وقيادة إنتهازية في البوليساريو و النظام الجزائري". المتحدث اعتبر نفسه ومن معه تجسيدا لروح الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب التي وصف قيادتها ب"غير الشرعية والتي زاغت عن خط الشهيد". "قررنا إحداث ثورة داخل الثورة من أجل الثورة" هكذا يختزل المحجوب السالك، في حواره مع "لكم"، هوية تيار خط الشهيد الذي يتزعمه و"المتجذر في صفوف الشعب الصحراوي"، وفق تصريح السالك، الذي يرد سرية عمل تياره إلى غياب ميكانيزمات الديمقراطية داخل جبهة البوليساريو التي تعمل على إعداد مؤتمر "فُصل على مقاس محمد عبد العزيز عبر لجنة تحضيرية فاسدة لا يمكنها أن تضمن انتخابات حرة ونزيهة تعبر على انتظارات الصحراويين في لحمادة"، يضيف المتحدث. بقدر جولان السيارة في أزقة العاصمة الفرنسية نحو محطة القطار، جال المحجوب السالك بين القضايا المرتبطة بالصحراء فكان الحديث عن الحكم الذاتي وعن خطابات الملك وعن النشطاء المطالبين باستقلال الصحراء من داخل المغرب ومستقبل النزاع في المنطقة وكذا الموت الغامض للولي مصطفى السيد، مؤسس "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، الذي قال عنه السالك أنه "كان رجلا عبقريا والعباقرة لا يعمرون كثيرا". الحوار يبث بالصوت والصورة من خلال برنامج "باريس بالدارجة" إبتداء من يوم الاثنين.