أكد حزب التقدم والاشتراكية أن الوضع خطير بكليات الطب والصيدلة وأن الحكومة ووزارة التعليم العالي تحديداً، تتحمل المسؤولية، وحذر من التوجهات الحكومية السلبية أمام استمرار تدهور القدرة الشرائية للمغاربة. ووصف الحزب في بلاغ لمكتبه السياسي الوضع في كليات الطب والصيدلة بالخطير، بعد تأكُّدِ استمرار مقاطعة الطلبة للامتحانات والدروس والتداريب لمدة تُقارب السبعة أشهر، محملا مسؤوليةَ هذا الوضع الكارثي للحكومة، وندد بتعاملها السلبي والمتشنج مع هذا الموضوع.
كما ندد بالمقاربات التهديدية والمنغلقة التي تنهجها الحكومة بهذا الخصوص، ولا سيما الوزارة المعنية، التي عوض نهج أسلوب الحوار المنفتح لإيجاد الحلول المناسبة، لجأت إلى إغلاق باب التواصل مع الجميع، بما في ذلك مع المؤسسة البرلمانية من خلال عدم الاستجابة لطلبات المثول أمام اللجنة البرلمانية المعنية. كما لجأت الوزارة، يضيف البلاغ، إلى نهج سياسة الآذان الصماء، والهروب إلى الأمام، وخلق أجواء التوتر، بما فتح الباب واسعاً أمام حصول أسوأ السيناريوهات ذات التداعيات الخطيرة على الطلبة وأسرهم، كما على منظومة الصحة العمومية وآفاق إصلاحها. ومن جهة أخرى حذر "التقدم والاشتراكية" من التوجُّهات الحكومية السلبية أمام استمرار تدهور القدرة الشرائية للمغاربة، ولا سيما الفئات المستضعفة، في المجاليْن القروي والحضري على حدٍّ سواء، بفعل الغلاء المتواصل للأسعار، ولأسعار المحروقات تحديداً، بما ينعكس سلباً على أثمنة معظم المواد الاستهلاكية والخدمات. وقال الحزب إن هذا الوضع يستدعي من الحكومة التحرك الفعال والجدي من أجل حماية جيوب المواطنات والمواطنين. وتطرق المكتبُ السياسي للتقدم والاشتراكية للتصريح "الغريب" الذي أدلى به وزير الفلاحة، وعبَّرَ فيه صراحةً عن تَخَلِّي الحكومة عن الفلاحة المعيشية لصالح الفلاحة الاستثمارية. ونبه الحزب، من جديد، إلى خطورة هذا التوجُّه الحكومي المعتمِد أساسا على دعم فئة كبار المُلَّاكين الفلاحيين، مع ما لذلك من انعكاسٍ سلبي على الأمن الغذائي والمائي للبلاد. وأكد على أهمية الفلاحة المعيشية اقتصاديًّا واجتماعيًّا، لا سيما من حيث كونها المصدر الوحيد للدخل بالنسبة لملايين الفلاحين الصغار والمتوسطين، والمُزَوِّد الأساسيّ للمواطنات والمواطنين بالمنتجات الفلاحية. وارتباطا بما يحدث في غزة، دعا ذات الحزب الدول العربية إلى تحركٍ ناجع لإيقاف العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني الذي تتواصل مأساتُهُ ومحنته، من جرَّاء حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها من قِبَلِ العدوِّ الصهيوني الغاشم.