يتابع المغرب برنامجه لطاقة الرياح من أجل دعم تطوير الطاقة المتجددة في البلاد بهدف توفير نحو 50 في المئة من احتياجاته من الطاقة عن طريق الرياح بحلول عام 2020. وكونها إحدى الدول القليلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا التي ليس لديها احتياطيات من النفط أو الغاز فان المملكة المغربية واحدة من أكبر مستوردي الطاقة في المنطقة. وعلى الرغم من ذلك فان الرباط محظوظة لتوفر إمكانيات الطاقة المتجددة بها لاسيما من الرياح والشمس. ولحل مشكلة الطلب المتزايد على الكهرباء بالبلاد والمتوقع أن يتفاقم أكثر في غضون العشرين عاما المقبلة وضع المغرب خطة لانتاج 4000 ميجاوات من طاقة الرياح والطاقة الشمسية. ويُقدر انتاج المغرب حاليا من الكهرباء المستخرجة من طاقة الرياح بنحو 787 ميجاوات. ويقول مسؤولون إنهم قادرون على رفع ذلك إلى 2000 ميجاوات بحلول عام 2020 لتقليل التكلفة الناجمة عن الاعتماد على الوقود وواردات الطاقة من خلال زيادة الاستثمار في الطاقة المتجددة. ويفيد تقرير مجلس طاقة الرياح العالمي ومقره بروكسل أن المغرب يتصدر حاليا قائمة الدول الافريقية المنتجة لطاقة الرياح. وتحتل مصر المرتبة الثانية بعد المغرب بانتاج قدره 619 ميجاوات ثم جنوب افريقيا بانتاج قدره 570 ميجاوات تليها تونس والجزائر على التوالي. ويتباهى المغرب حاليا أيضا بوجود أكبر مزرعة لطواحين الهواء في افريقيا عى لأراضيه باسم "المحطة الريحية لطرفاية" والتي لم تُفتتح رسميا بعد. وأعرب وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة المغربي عبد القادر عمارة عن تفاؤله الكبير بشأن مستقبل طاقة الرياح في بلاده. وقال عمارة "الان تدخل الطاقات المتجددة أساسا الشمسية والريحية (طاقة الرياح)والكهرومائية فيما نسميه بالباقة الطاقية لانها هي التي تسمح لنا بتخفيض التبعية الطاقية لبلادنا على المستوى الدولي. في مجال الطاقة الريحية المغرب من دول في العالم يعني الأحسن إنتاجية في الطاقة الريحية بحيث ان عندنا بعض المناطق في المغرب يمكن تكون الكلفة أقل من ثمن الفحم الحجري. وهذا رقم غير مسبوق على المستوى الدولي. احنا عندنا خارطة طريق يعني من ال 2020 نكون أن شاء الله تجاوزنا 2000 ميجاوات للطاقة الريحية." وسيعلن المغرب خلال الأسابيع القليلة القادمة اسم الفائز بالعطاء الذي طرحه لإنشاء عدد من طواحين الهواء لإنتاج طاقة الرياح. العطاء طرحه المكتب الوطني للكهرباء والماء وسيشرف الفائز به على خمس مشروعات تقام بين عامي 2017 و 2019. واختار المكتب الوطني لهذا المشروع بضع شركات من اسبانيا وفرنسا وبريطانيا والسعودية وقطر. وفي أعقاب اجتماع يهدف لتعزيز التعاون في مجال الطاقة بين المغرب وروسيا قال المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء علي الفاسي الفهري إنه متحمس إزاء قدرة المغرب على انتاج طاقة الرياح. أضاف الفهري "نتوفر على دينامية بفضل القانون رقم 13/9 الذي سمح للمستثمرين ان يؤسسوا حقولهم للطاقة الريحية وان يبيعوا منتوجهم لزبائنهم. ونحن مسرورون جدا بالنتائج المحصل عليها في مجال الطاقة الريحية. اذا المغرب كما تم الإعلان عنه خلال الأيام الاخيرة يأتي في مقدمة الدول الافريقية وطموحنا أكبر لأننا نريد ان نكون من ضمن البلدان الأوائل في العالم في هذا الميدان." ويأمل مسؤولون مغاربة أن تزيد هذه المشروعات شبكة بلادهم من مزارع طواحين الهواء والتي أحدثها محطة طرفاية في جنوب البلاد. وتأسست محطة طرفاية كمشروع مشترك بين شركة جيه.دي.اف سويز الفرنسية للمرافق وشركة ناريفا القابضة المغربية للطاقة. وتبلغ كلفة المشروع 450 مليون يورو وهو أكبر مزرعة لطواحين الهواء في افريقيا حتى الآن ويضم 131 توربين رياح منتشرة على منطقة مساحتها 8900 هكتار.
وسوف يستمر 50 شخصا فقط في العمل بالمحطة من بين نحو 700 شخص شاركوا في انشائها. من هؤلاء الخمسين مهندس مسؤول عن مصلحة الصيانة في محطة طرفاية يدعى نبيل فاضلي.
وقال فاضلي لتلفزيون رويترز "انها أكبر محطة للطاقة الريحية في المغرب وفي افريقيا حيث ان بامكانها ان تنتج 301 ميجاوات ما يشكل 15 في المئة من هدف المغرب للحصول على 2000 ميجاوات في حدود 2020. هذه المحطة تحتوي على 131 مولد للطاقة تصل قوة كل واحد الى 2.3 ميجاوات وكذلك على مركزين للطاقة العالية والمتوسطة." وبوجود أماكن كثيرة تعد مثالية لانتاج طاقة الرياح في البلاد يأمل المسؤولون في المملكة المغربية في تحقيق أهدافهم ذات الصلة بالطاقة المتجددة بحلول عام 2020.