اعتبر رشيد الحذيفي الإعلامي والباحث في الشأن الرياضي، أن أزمة فريق اتحاد طنجة لكرة القدم ليست وليدة اليوم، وإنما تعود لفترات سابقة، مشيرا إلى أن النادي سنوات طويلة وهو يلعب فقط من أجل تفادي النزول إلى القسم الموالي. وأشار الحذيفي في حوار مصور مع موقع "لكم"، أن الأزمة تعمقت هذا الموسم خاصة على المستوى المالي، حيث تعاظمت المديونية التي تجاوزت 7 مليار سنتيم حسب الرئيس السابق محمد أحكان، وذلك بفعل التراكم دون إيجاد حلول جدرية، قادرة على إخراج النادي من عنق الزجاجة.
وأوضح الباحث، أن إدارة النادي أخطأت في مرحلة مهمة، فمباشرة بعد أن ظفر اتحاد طنجة بلقب البطولة سنة 2018، لم يستطع الفريق أن يتحول إلى فريق ضمن كبار الأندية الوطنية الفائزة بالبطولة، كما أنه لم يستطع أن يدبر مرحلة ما بعد الفوز بالبطولة، والقاعدة تقول من لم يتطور يتهور، وهذا ما حصل مع النادي. وأكد المتتبع للشأن الكروي بالمدينة، أن النادي يعاني من مجموعة من الإشكالات الأخرى، بالإضافة إلى مسألة المديونية التي تضاعفت بفعل سوء التدبير، وهو ما حرم النادي من القيام بمجموعة من الانتدابات الضرورية، إشكال آخر يتعلق بسوء تدبير جلب الاعبين، فسنوات وإدارة النادي تعمل على انتدابات كبيرة ويخفق فيها، كما أن عملية تغيير المدربين قائمة بالفريق منذ مدة طويلة، ولا أحد يعرف تفاصيلها. مشكلة اللجنة التقنية حاضرة ضمن أسباب أزمة النادي حسب الباحث، متسائلا من المسؤول عن اللجنة التقنية ومن الذي يتعاقد مع المدرب ومع الاعبين؟ مضيفا أن عدم الإجابة على هذه الأمور لا معنى له سوى العشوائية، مؤكدا على أنه من المفروض أن تكون هناك مؤسسات ليتحمل الجميع مسؤولياته. واستغرب المتحدث، كيف للنادي أن يتعاقد مع لاعبين سنهم مرتفعة بعقد يتضمن مثلا ثلاث سنوات؟ مبرزا أن هذه من الأخطاء التي لا تغتفر والتي سقط فيها الفريق، خاصة وانه في الكثير من الحالات يتم التعاقد مع لاعبين أجانب ويكلفون الكثير ماليا مع العلم أنه محليا يوجد البديل لكن لا تتاح لهم الفرصة. ورغم تألق مجموعة من الأندية في مستويات الهواة، كفريق أجاكس طنجة، يقول المتحدث، إلا أننا لم يسبق أن سمعنا حضور لجن وعيون تقنية تابعة للفريق الأول للمدينة تتابع الجديد والعناصر المتألقة الصغيرة السن، وهو ما يزكي حسب الحذيفي فكرة تهميش الاعب المحلي الذي ما ان يتعاقد مع فرق خارج طنجة حتى يجد الطريق المناسبة ويتألق، أيضا فريق الأمل لا نجد من يتابعه ولا يراقب عناصره التي تتألق من حين لآخر. المال أصل المشاكل على المستوى المالي، أكد رشيد الحذيفي أن هذا الملف بالنسبة لفريق اتحاد طنجة هو أصل المشاكل، موضحا أننا و لسنوات عديدة ونحن نرى الضبابية المالية داخل النادي، وحتى عندما نطلع على التقرير المالي نجده مضبوط وموقع عليه من طرف خبير مالي، لكن عند التأمل والتدقيق لا نجده منطقيا ومقبولا، كما أنه غير واضح، مبرزا أن مداخيل النادي لا يصرح بها، كما أننا لا نعرف كم يتقاضى المدرب أو الاعبين، كما يتم فسخ عقودهم دون أن يعرف الرأي العام الرياضي التفاصيل. وأكد المتحدث، على أن الشفافية تقتضي القيام بإجراءات تعزز الوضوح، متسائلا، لماذا لا يتم إدراج أسماء المحبين الذين يقدمون دعما كبيرا وسخيا للنادي؟ وبخصوص مديونة النادي، أوضح الباحث، أن لا أحد يعرف كم وصلت بالتدقيق، خاصة أن كل المؤشرات تشير إلى أنها تضاعفت وتعاظمت في السنوات الأخيرة، باستثناء ما صرح به الرئيس السابق محمد أحكان، الذي سبق له وأن كشف أن المديونية تصل إلى 7 مليار سنتيم، مؤكدا أن الرقم ضخم للغاية. وأشار إلى أنه من الأمور الإيجابية التي قام بها المكتب السابق الذي ترأسه محمد أحكان أنه قام بدراسة مالية اتحاد طنجة، ووقف على الأزمة المالية الحقيقية للنادي، وكان الهدف هو محاولة تقليص المديونية لكن المكتب لم يستمر بسبب النتائج الغير مرضية التي حصل عليها بادو الزاكي أنذاك.