كانت حوالي 30 دقيقة من الأمطار، كافية لتقلب مدينة آسفي رأسا على عقب، بعدما غمرت الأمطار أحياء سكنية كاملة اضطر معها السكان إلى الخروج للشارع حاملين أغراضهم، فيما تفاقمت معاناة، الأحياء السكنية الناقصة التجهيز خصوصا، أما باقي الأحياء السكنية التي تقع في دائرة "الأحياء المجهزة" فعاشت لحظات رعب بعد انسداد أغلب قنوات تصريف المياه. وكشفت هذه الأمطار هشاشة البنية التحتية في آسفي والتي صرفت لها أموالا طائلة طيلة السنوات الماضية، وبرمجت لها صفقات وميزانيات، دون أثر ملموس، وفقا لتصريحات عدد من الفاعلين في المدينة.
ومنذ الساعات الأولى من صباح أمس، الأحد، سُمعت أصوات عواصف رعدية قوية، لم تكن مسبوقة في السنوات العشرة الأخيرة على الأقل، مما أثار حالة من السكون مختلطة بالهلع والفرح بين المواطنين، بسبب وصول الأمطار أخيرا، بعدما غابت عن سماء مناطق عبدة. وفي الوقت الذي كان فيه سكان جنوبآسفي وشرقه، ووسطه يُصارعون الزمن لإخراج المياه التي غمرت منازلهم، انتقل رئيس المجلس الترابي لآسفي، الاستقلالي نور الدين كموش، لتفقد واد باب الشعبة، الذي كان يشهد حالة غير مسبوقة جراء تدفق مياه الأمطار القادمة من سد "سيدي عبد الرحمان" لكن، الواد الذي يقع بالقرب من ميناء آسفي، وُجد في حالة يرثى لها، جراء تراكم النفايات والإهمال الذي طاله. رئيس المجلس الترابي لآسفي، الذي كان مرفوقا بباشا المدينة، ظل في حالة ذهول، بعدما وصلته الأنباء المتفرقة من كل منطقة، وهي تطلب النجدة وتدخل السلطات، فيما غاب عامل مدينة آسفي، الحسين شيانان، الذي كان مؤخرا، يصر على إجراء زيارات تفقدية ميدانية للمشاريع والصفقات التي يشرف عليها المجلس الإقليمي. وربط مصدر جيد الإطلاع لموقع "لكم" غياب عامل إقليمآسفي، بتواجده خارج المدينة، خلال عطلة نهاية الأسبوع، بينما كان يتتبع وضعية المدينة عبر هاتفه فقط، في الوقت الذي كان فيه انسداد قنوات الصرف الصحي وهشاشة بعضها، أدى إلى عرقلة حركة السير في بعض النقط المرورية. امطار غزيرة تهاطلت على آسفي وتسببت الأمطار التي تحولت إلى سيول جارفة في أبرز الشوارع بالمدينة "كشارع كينيدي" في اتلاف السلع وتضرر السيارات وخروج أبرزها عن الخدمة، أما في "المدينة القديمة" حيث تتواجد محلات تجارية لبيع الملابس والسلع، فقد غمرتها الأمطار، وتسببت في خسائر مادية لأصحابها. وفي مشهد غير مألوف، طرد مواطنين مستخدمين عن وكالة "راديس" لتوزيع الماء والكهرباء، بعدما وصلوا إلى حييهم متأخرين، في الوقت الذي كان فيه شباب الحي قد تطوعوا يدويا لفتح البالوعات وتصريف المياه. انفجار وانقطاع المياه وبين الأمطار التي غمرت المدينة، كانت مصالح المكتب الشريف للفوسفاط تشهد استنفار غير مسبوق، بعدما تسببت الصواعق الرعدية في انفجار داخل وحدات الإنتاج ب"مغرب فوسفور1″ وحالة اضطراب بوحدة الإنتاج ب"فوسفور 2″ داخل المصنع الكيماوي للفوسفاط جنوبآسفي. أمطار غزيرة تهاطلت على آسفي في ظرف قياسي وقال مصدر طلب عدم الكشف عن اسمه من مداخل "الشريف للفوسفاط" لموقع "لكم": "لحسن الحظ أن الانفجار جرى السيطرة عليه في وقت وجيز، وأنه لم يُخلف أي إصابات في صفوف العمال أو عمال شركات المناولة بينما من المرجح أن تكون الخسائر المادية كبيرة". ومن جهة أخرى تسبب مد الأمواج وتهاطل الأمطار بغزارة، في اضطراب بمحطة تحلية مياه البحر لآسفي،وأعلنت الوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء بآسفي في بلاغ لها نُشر الأحد 24 مارس عن اضطراب في توزيع الماء الصالح للشرب يصل إلى حد الانقطاع وذلك بسبب عطل على مستوى مضخة تحلية مياه البحر التابعة لمجمع الفوسفاط. وانتقد نشطاء السلطات المحلية في آسفي ووكالة توزيع الماء والكهرباء، جراء الإهمال وعدم القيام بالصيانات الدورية، كما انتقد نشطاء، المكتب الشريف للفوسفاط، متهمين إياه بالاستغناء عن شركة هندية مختصة في تدبير محطة تحلية مياه البحر، واستقدام عمال المكتب الشريف للفوسفاط بعدد قليل للإشراف على نقل مياه الشرب لحوالي 800 ألف نسمة.