قالت منظمة مراسلون بلا حدود إن الصحافيات يمثلن 12.7% من مجموع الصحافيين المسجونين في جميع أنحاء العالم، لكنهن حصلن على أزيد من نصف أطول تسعة أحكام صدرت منذ يناير 2023. وكشفت المنظمة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة أن مجموع الصحافيات القابعات بالسجون، حول العالم، يبلغ 69 امرأة، مقابل 474 رجلاً، لكنهن حصلن على على خمسة من أطول تسعة أحكام صدرت منذ يناير 2023، ويتعلق الأمر بصحافيات في بيلاروسيا وبورما وبوروندي، حيث حُكم عليهن بالسجن لمدة عشر سنوات أو أكثر. وحذرت "مراسلون بلا حدود" من الأحكام القاسية، التي تتراوح بين السجن عشر سنوات والسجن المؤبد، الصادرة ضد الصحفيات. ويتعلق الأمر بكل من مارينا زولافاتا وليودميلا تشيكينا، وفاليريا كاستسيوهوفا في بيلاروسيا، وشين دايوي في بورما، حيث قالت المنظمة إن هذين البلدين يعدان بالفعل من بين أكبر السجون في العالم للصحافيين، و من البلدان التي تعاقب بشدة النساء اللاتي يتجرأن على الدفاع عن حرية الإعلام. وفي بوروندي، حُكم على المذيعة الإذاعية فلوريان إيرانجابي، وهي أول صحافية تُدان في البلاد منذ خمس سنوات على الأقل، بالسجن لمدة عشر سنوات في يناير 2023. وقالت المنظمة إن بلاروسيا وحدها على ثلاث صحافيات بالسجن لمدة تتراوح بين 10 إلى 12 عامًا في عام 2023، إذ تتعرض الصحفيات العاملات في وسائل الإعلام المستقلة الناقدات للسلطة القائمة، وناشطات في المجال العام، لمعاملة قاسية بشكل خاص بعد الحركات الاحتجاجية التي أعقبت الانتخابات في أغسطس 2020. وفي يناير 2024، ذهب المجلس العسكري البورمي إلى خطوة أبعد في قمعه للصحفيين، من خلال الحكم على الصحفي الوثائقي البورمي شين دايوي بالسجن المؤبد. فمنذ انقلاب فبراير 2021، لم يتم إصدار مثل هذه العقوبة القاسية ضد صحفي. وفي الوقت الحالي، لا يزال 62 إعلامياً آخر، من بينهم سبع نساء، محتجزين في السجون البورمية، مما يوضح مدى تعسف المجلس العسكري وعدم هوادته تجاه حرية الصحافة. وفي إيران، أفادت مراسلون بلا حدود أن موجة القمع التي تمارس ضد الصحفيين مستمرة، منذ إنشاء حركة "المرأة، الحياة، الحرية". فبعد تغطية وفاة مهسا أميني، حُكم على الصحفيين إلهي محمدي ونيلوفر حميدي، في أكتوبر 2023، بالسجن لمدة إجمالية تتراوح بين 12 و13 عامًا، وقد تم تخفيض الأحكام المقررة عليهم إلى السجن لمدة ست وسبع سنوات، وقد تم إطلاق سراحهم مؤقتاً في يناير الماضي، بعد 15 شهراً من الاعتقال، لكنهم معرضون بشدة لخطر السجن مرة أخرى بعد محاكمة الاستئناف. كما لا تزال أربع صحفيات مسجونات في إيران، من بينهن نرجس محمدي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام لعام 2023 والمعتقلة منذ نوفمبر 2021. وعزا كريستوف ديلوار الأمين العام لمراسلون بلا حدود القمع غير المسبوق للصحافيات إلى كون الشخصيات الرئيسية التي تجسد الصحافة أصبحت من الإناث بشكل متزايد.