بالرغم من مرور ثلاثة أشهر على العدوان الإسرائيلي المستمر يوميا على غزة، والذي ذهب ضحيته، حتى الآن، أكثر من 80 ألق شهيد وجريح فلسطيني أكثر من 70% منهم من الأطفال والنساء، ما زال وزير الخارجية المغربي يصف ما يجري في غزة التي دمرها الإحتلال الإسرائيلي ب "المواجهات المسلحة"، وكأن الأمر يتعلق بحرب متناظرة، بين جيشين متساويين. جاء ذلك في جواب مكتوب لوزير الخارجية بوريطة، ردا على سؤال برلماني للمجموعة النيابية للعدالة والتنمية عن "طريقة خطاب إسرائيل اللاأخلاقية الموجهة للشعوب المتظاهرة". وقال بوريطة في جوابه: "موقفنا منذ اندلاع المواجهات المسلحة وارتفاع وتيرة العنف واستهداف المدنيين في غزة، هو رفض العدوان الإسرائيلي". وبدلا من إدانة الجرائم الإسرائيلية اليومية ضد الفلسطينيين التي ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية اكتفى بوريطة يالتأكيد على أن المملكة المغربية ترفض العدوان الإسرائيلي. ودون تحديد الجهة التي عليها وقف إطلاق النار دعا بوريطة إلى "خفض التصعيد المفضي إلى وقف إطلاق نار دائم وإحياء عملية السلام التي ينبغي أن تقود إلى الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية وعلى أساس حل الدولتين". وليست هذه هي المرة الأولى التي تعبر فيها الدبلوماسية المغربية، سواء من خلال بياناتها أو تصريحات كبار مسؤوليها، عن مواقف مراوغة من الجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في عزة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وهي مواقف تحاول، في أغلبها، ان تساوي بين الضحة والجلاد. وتعتبر هذه المواقف بعيدة عن مزاج الشارع المغربي الذي يخرج في مظاهرات كبيرة ومستمرة وفي العديد من المدن والقرى المغربية للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على غزة، ومطالبة الحكومة المغربية بوقف تطبيعها الرسمي مع الكيان الصهيوني. ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى الجمعة، 22 ألفا و600 شهيد و57 ألفا و910 مصابين معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.