طالب حزب التقدم الاشتراكية الرئيس الأمريكي جو بايدن بالتخلي على النهج الأمريكي الحالي الداعم للعدوان الإسرائيلي الغاشم على فلسطين، وتوظيف موقع ومكانة البلد على الساحة الدولية، من أجل اتخاذ، على وجه الاستعجال، المبادرات الكفيلة بوقفٍ نهائيٍّ وفوري لإطلاق النار وتهدئة الأوضاع. ودعا "التقدم والاشتراكية" في رسالة إلى بايدن إلى السعي مع الدول المؤثرة الأخرى، وفي إطار هيئة الأممالمتحدة، نحو إجراء مفاوضاتٍ جدية وشاملة، يكون طرفاها الأساسيان السلطةُ الوطنية الفلسطينية المُجَسِّدةُ لمنظمة التحرير الفلسطينية، وإسرائيل، بأفق الاعتماد النهائي لحلِّ الدولتين على قاعدة كافة الحقوق الفلسطينية المشروعة. وتوقفت الرسالة على الإصرار الأمريكي على دعمِ إسرائيل في عدوانها المتواصل على فلسطين، مسخرة في سبيل ذلك كافة الوسائل بشتىَّ أصنافها، بما فيها استخدام آلية الفيتو ضد مشروع قرارٍ في مجلس الأمن يُطالب بوقف إطلاق النار في غزة، وبالامتثال للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وحماية المدنيين، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وضمان وصول المساعدات الإنسانية. وقال الحزب إنَّ هذا الدعم اللامشروط واللامحدود، هو عُنصر تشجيعٍ حاسمٍ لإسرائيل في حرب الإبادة التي ترتكبها في حقِّ الشعب الفلسطيني، في جميع الأراضي الفلسطينية، وبغزة تحديداً. كما أن هذا الدعم لا يتنافى فقط مع الإرادة الحرة للشعوب والقوى المحبَّة للسلام في مختلف البلدان والقارات، بل إنه يتنافى حتى مع القيَّم والمبادئ التي تأسس عليها بلدكُم. ونبهت الرسالة إلى أن تاريخ النزاع في الشرق الأوسط لا يَعود، كما يريدُ البعضُ ترويجه، إلى السابع من أكتوبر 2023. والعدوان على غزة ليس حرباً على الإرهاب المقيت، كما تَدَّعي إسرائيل. بل إنَّه اعتداءٌ على شعبٍ واحتلالٌ لأرضٍ منذ 75 سنة، وهذه هي الحقيقةُ الراسخةُ التي لا يمكنُ لأحدٍ مَحوهَا مهما بلغت قوة آلته الإعلامية. كما أشار ذات المصدر إلى زيف ادعاء إسرائيل أنها تمارس حق الدفاع عن النفس، حيث معظمُ الضحايا هم مدنيون. وهو ما يجعل الحقيقة تؤكد أننا أمام تطهيرٍ عرقي وجرائم حربٍ وتشريد وتهجير شعبٍ ليس له من وسيلة أخرى للصمود سوى الصبر ومواجهة الوضع بما يملكه من إمكانياتٍ جدًّا متواضعة. وأكد "التقدم والاشتراكية" أن الدعم الأمريكي لإسرائيل غير مقبول، ويجعلها تُمعنُ في عدوانها العسكري المُدَمِّر على قطاع غزة، والذي خلف ما يقارب آلاف الشهداء والجرحى، مُعظمهم أطفال ونساء، وكارثةً إنسانية غير مسبوقة، وساكنةً مُعَرَّضة للتجويع، ودمارًا هائلاً في البنية التحتية، بما فيها المدارسُ والمستشفياتُ وأماكن العبادة.، فضلا عن تهديد السلام الإقليمي. وخلصت الرسالة إلى أن الطريق الأوحد والأنجع لإحلال السلام العادل والدائم والشامل، لكي تنعم كافة شعوبِ المنطقة بالأمن والطمأنينة والنماء والازدهار، هو تمكين الشعب الفلسطيني من جميع حقوقه الوطنية، وفي مقدمتها حقه في بناء دولته المستقلة والقابلة للحياة وعاصمتها القدس.