قالت الأممالمتحدة، الأربعاء، إن نحو 85% من سكان قطاع غزة أصبحوا نازحين بفعل هجمات إسرائيل المتواصلة للشهر الثالث. وذكرت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أن ما يقرب من 1.9 مليون شخص في غزة (من أصل 2.3 مليون نسمة)، أصبحوا نازحين داخلياً. وتم تسجيل ما يقرب من 1.2 مليون من هؤلاء النازحين في 156 منشأة تابعة للأونروا في جميع أنحاء قطاع غزة، منهم حوالي مليون مسجلون في 99 ملجأ للأونروا في وسط وجنوب قطاع غزة. ويقدر أن 191 ألف نازح آخر يقيمون في 124 مدرسة عامة ومستشفى، وكذلك في أماكن أخرى مثل قاعات الزفاف والمكاتب والمراكز المجتمعية، وتستضيف العائلات الباقين أو يعيشون في العراء بالقرب من الملاجئ. وبحسب الأممالمتحدة فإنه بسبب الاكتظاظ وسوء الظروف الصحية في ملاجئ الأونروا في الجنوب، حدثت زيادات كبيرة في بعض الأمراض والحالات المعدية مثل الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي الحادة والتهابات الجلد والحالات المرتبطة بالنظافة، إلى جانب تقارير أولية عن تفشي الأمراض، بما في ذلك التهاب الكبد الوبائي (أ). كما أثيرت مخاوف بشأن الفئات الضعيفة من الأشخاص الذين يعانون من ظروف المأوى الصعبة، وهذا يشمل الأشخاص ذوي الإعاقة، النساء الحوامل، أو اللاتي أنجبن حديثاً، أو المرضعات، والأشخاص الذين يتعافون من الإصابات أو العمليات الجراحية، والذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة. وفي الأول من الشهر الجاري، أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي خريطة مفصلة على الإنترنت، حيث تم تقسيم قطاع غزة إلى مئات المناطق الصغيرة، وبحسب ما ورد، تهدف الخريطة إلى تسهيل أوامر إجلاء الأشخاص إلى مناطق محددة قبل استهدافهم. وفي اليومين التاليين، تم تحديد مناطق مختلفة، تشمل حوالي 28% من قطاع غزة، للإخلاء، وتتأثر قدرة السكان على الوصول إلى هذه المعلومات بسبب الانقطاعات المتكررة في الاتصالات ونقص الكهرباء لشحن الأجهزة الإلكترونية. وجرى رصد وصول عشرات الآلاف من النازحين إلى رفح جنوب قطاع غزة قرب الحدود من مصر، بعد إنذارات جيش الاحتلال الإسرائيلي بالإخلاء من مدينة خان يونس. وقالت منظمات إغاثية إن الملاجئ في مدينة رفح تجاوزت طاقتها الاستيعابية بكثير، ما أجبر معظم النازحين الوافدين حديثا على الاستقرار في الشوارع وفي الأماكن الفارغة في جميع أنحاء رفح. وخصص جيش الاحتلال الإسرائيلي منطقة تغطي حوالي 20% من مدينة خان يونس للإخلاء الفوري، وصدرت في الأيام السابقة أوامر إخلاء مماثلة لمنطقة واسعة شرق المدينة. وتشكل هذه المناطق في محافظة خان يونس مجتمعة حوالي 22% من مساحة قطاع غزة، وقبل الحرب كانت هذه القرى موطناً لحوالي 381 ألف شخص، ويقيم هناك 245 ألف نازح إضافي في 71 ملجأ إلى جانب آخرين يقيمون مع عائلات مضيفة. وحذر برنامج الأغذية العالمي من أن "استئناف الأعمال العدائية في غزة لن يؤدي إلا إلى تفاقم أزمة الجوع الكارثية التي تهدد بالفعل بإرهاق السكان المدنيين". وأشار البرنامج العالمي إلى أن "تجدد القتال يجعل توزيع المساعدات شبه مستحيل ويعرض حياة العاملين في المجال الإنساني للخطر". واستأنفت إسرائيل هجماتها على قطاع غزة يوم الجمعة الماضي بعد أسبوع من الهدنة، واستشهد أكثر من 16 ألف فلسطيني منذ بداية الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر الماضي.