قال وزير الاستثمار السعودي خالد بن عبد العزيز الفالح، إن استمرار التطبيع بين بلاده وإسرائيل مشروط بحل سلمي للقضية الفلسطينية. جاء ذلك خلال مشاركته، الأربعاء، في "منتدى بلومبرغ للاقتصاد الجديد المنعقد" في سنغافورة، في إجابة على سؤال حول مصير محادثات التطبيع السعودية الإسرائيلية. وفي 21 شتنبر الماضي، نفى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بمقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، صحة تقارير تفيد بإيقافه محادثات تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مؤكدا أنهم يقتربون كل يوم من التطبيع". وخلال الشهور الأخيرة، تزايد حديث مسؤولين إسرائيليين عن قرب تطبيع العلاقات مع السعودية، لكن الرياض أكدت في أكثر من مناسبة أن هذا لن يحدث إلا بعد التوصل إلى حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وقال الفالح: "عندما كانت تلك المحادثات (التطبيع) تجري كان ولي العهد (ابن سلمان) واضحًا، أن الأمر مرهون بإيجاد طريق إلى السلام". وشدد على أن "إيجاد حل سلمي للقضية الفلسطينية كان ولا زال على طاولة المفاوضات". وأضاف: "من الواضح أن الانتكاسة التي حدثت خلال الشهر الماضي (أكتوبر) قد أوضحت لماذا كانت السعودية مصرّة على أن حل الصراع الفلسطيني يجب أن يكون جزءا من تطبيع أوسع في الشرق الأوسط". وأشار إلى أن المقاربة السعودية "تعود إلى خطة السلام العربية التي طرحتها المملكة قبل عقود، والتي رأت سبيلا للمضيّ قدمًا نحو شرق أوسط طبيعي، حيث تتمتع جميع دوله بعلاقات طبيعية وتركز على الازدهار الاقتصادي، حيث الموضوع المشترك اليوم هو التحوّل الإقليمي إلى منطقة رخاء". ولفت الفالح إلى أن جذور الأزمة الفلسطينية تعود إلى عقود مضت، وقال: "هذا يذكرنا بشيء كان موجودًا في الشرق الأوسط منذ عقود عديدة، منذ الأربعينات، وهو جزء كبير من الشرق الأوسط، لقد سُلبت حقوق الشعب الفلسطيني الأساسية ولم يمنح حقّه في إقامة دولته والعيش بسلام". وأكد على أنه "حان الوقت الآن لاستخدام هذا الوضع الفظيع (الحرب على غزة) لتسليط الضوء عليه (الوضع الفلسطيني) وحلّه". وذكّر بأن السعودية "طرحت خطة السلام العربية منذ فترة طويلة، وما زلنا حريصين على رؤيتها تؤتي ثمارها من خلال عملية سلمية". كذلك لفت الفالح إلى القمم التي ستستضيفها السعودية نهاية الأسبوع الجاري، بهدف الدفع نحو حل سلمي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. والثلاثاء، أعلنت السعودية استضافة قمتين عربية "طارئة" وإسلامية السبت والأحد المقبلين، لبحث التطورات في قطاع غزة، فيما تم تأجيل قمة ثالثة عربية- إفريقية كانت معنية بالتعاون الاقتصادي. وحول ذلك قال الوزير السعودي: "على المدى القصير، سيكون الهدف من عقد هذه القمم الثلاث والتجمعات الأخرى تحت قيادة السعودية، هو الدفع نحو حل سلمي للصراع". وكانت عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها "حماس" على مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر الماضي، والحرب المدمرة التي بدأتها إسرائيل على قطاع غزة بعدها بساعات، أثارت تساؤلات حول مصير محادثات التطبيع السعودية الإسرائيلية. حتى أن الجانب الأمريكي الذي يرعى محادثات التطبيع بين الجانبين، وفي مقدمته الرئيس جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، اعتبرا في أكثر من مناسبة أن الهدف من عملية "حماس" كان التأثير على تطور المفاوضات.