أصبح جليا على أن مواقع التواصل الاجتماعي، باتت مكاناً غير متاح لنشر الرواية الفلسطينية بحريّة ورواية المتضامنين مع القضية الفلسطينية عموما، وأصبح المحتوى الفلسطيني عبر منصات التواصل الاجتماعي، الذي يفضح جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، مستهدفا، وبتحريض إسرائيلي مباشر، الأمر الذي وصل حد الإبادة الجماعية الرقمي، في مقابل أنها أصبحت أرضاً خصبة لنشر الأكاذيب الصهيونية والرواية الكاذبة، والتي تروج فوق ذلك للقتل وتنشر خطاب العنصرية والتحريض على القتل والإرهاب. من هذا المنطلق أوصت دراسة حول "انتهاكات المحتوى الفلسطيني على مواقع التواصل الاجتماعي وسبل مواجهتها لدى الصحفيين والمؤثرين"، بضرورة زيادة وعي الصحفيين والمؤثرين الفلسطينيين في طبيعة النشر لتجنب إجراءات "مواقع التواصل الاجتماعي" في سياستها ضد المحتوى الفلسطيني، وكذلك حث المستوى الرسمي الفلسطيني على التواصل مع إدارة مواقع التواصل الاجتماعي ودراسة سبل التعاون والضغط عليها لوقف ازدواجية المعايير كون تلك المنصات وسيلة للتعبير عن الرأي العام. وانطلقت الدراسة من هدف التعرف على طبيعة وحجم الانتهاكات التي يتعرض لها المحتوى الفلسطيني على شبكات التواصل الاجتماعي لدى الصحفيين والمؤثرين، والكشف عن أسبابها وأساليب المواجهة والتحايل التي اتبعوها، وصولا الي المقترحات التي من شأنها تعزيز المحتوي الفلسطيني، خاصة وأنخ خلال عام 2022 تعرض المحتوى الفلسطيني الرقمي على "2030" انتهاكًا، 58% من الانتهاكات جاءت بحق الصحفيين والمؤسسات الإعلامية. وخلصت الدراسة التي أنجزها الباحثة عدلات عبد المعطي الشيخ، من جامعة الأقصى، كلية مجتمع الأقصى للدراسات المتوسطة في فلسطين، ونشرت في العدد الخامس – 2023- من مجلة ايفي لي للعلاقات العامة والإعلام، إلى أن حجم الانتهاكات التي يتعرض لها المحتوى الفلسطيني على مواقع التواصل الاجتماعي مرتفعة جدا بمتوسط حسابي 4.7%. ووقفت الدراسة على أن الصحفيين والمؤثرين الفلسطينيين أكدوا على أن الفيس بوك من أكثر شبكات التواصل الاجتماعي انتهاكاً للمحتوي الفلسطيني بنسبة 94.7%، يليه يوتيوب بنسبة 68.4%،، مشيرة إلى أن 78.1% من الصحفيين والمؤثرين يرون بأن درجة التحيز والتعاون بين إدارة مواقع التواصل الاجتماعي مع الاحتلال الإسرائيلي في انتهاك المحتوى الفلسطيني مرتفعة جداً بمتوسط حسابي بمتوسط حسابي 4.73%، كما ثبت وجود علاقة ارتباطية طردية ذات دلالة إحصائية بين درجة حجم الانتهاكات التي يتعرض لها المحتوي ودرجة توظيف الخوارزمية حيث كانت قيمة معامل الارتباط 66.795 عند مستوى معنوية 0.000. ووقفت الدراسة على أن كانت درجة توظيف إدارة مواقع التواصل الاجتماعي لخوارزميات برمجية تحتوي على المئات من المصطلحات لمحاربة المحتوى مرتفعة جدا بمتوسط حسابي 4,45%، وذكرت الباحثة أن ما نسبته 76،3 % من الصحفيين والمؤثرين يرون بأن تقييد الحسابات من أكثر أنواع الانتهاكات التي يتعرض لها المحتوى الفلسطيني على شبكات التواصل الاجتماعي، بينما 73،7 % منهم أن الأمر يتعلق بحذف الحسابات. وأوردت الباحثة أن إن 87،1 % من الصحفيين والمؤثرين يرون بأن درجة التحيز والتعاون بين إدارة مواقع التواصل الاجتماعي والاحتلال الإسرائيلي في انتهاك المحتوى الفلسطيني مرتفعة جداً بمتوسط حسابي بلغ 4،73 %. وتنتمي هذه الدراسة إلى البحوث الوصفية، حيث استخدمت الباحثة منهج الدراسات المسحية من خلال أسلوب مسح جمهور وسائل الإعلام، من خلال الاعتماد على الاستقصاء الإلكتروني وذلك بتطبيق استمارة استبيان على عينة عمدية مكونة من (114) مفردة من الصحفيين العاملين في قطاع غزة، والذين تعرضوا لانتهاكات من قبل إدارة شبكات التواصل الاجتماعي، واعتمدت الدراسة في إطارها النظري على نظرية انتهاك التوقعات.