مع بدء الكشف عن الحصيلة الثقيلة لزلزال الحوز، انطلقت مجموعة من المبادرات الشعبية من أجل مساعدة المتضررين من هذه الكارثة الطبيعية، وهي المبادرات التي لاقت مشاركة وإشادة واسعتين. فمع الساعات الأولى من صباح أمس السبت، حج المئات من المواطنين لمراكز تحاقن الدم من أجل التبرع بهذه المادة الحيوية لفائدة المصابين جراء الزلزال، وهي المبادرة التي انخرطت فيها العديد من المؤسسات والجمعيات والأسر. مبادرات أخرى أطلقها العديد من النشطاء والجمعيات من أجل نقل الطعام والشراب والغطاء وحتى الدواء للقرى المتضررة، لاقت بدورها تجاوبا كبيرا، وانخرط فيها مواطنون من مختلف الأعمار. وبمجرد الإعلان عن مبادرة لنقل الطعام والملابس والأغطية للدواوير المنكوبة، قدم المواطنون مساعدات بأشكال مختلفة، حيث انتقلت العديد من السيارات محملة بالغذاء صوب بعض القرى المتضررة. ونقل بعض المشاركين في هذه الحملات الحاجة الكبيرة التي يعانيها سكان هذه المناطق، الذين لم يجدوا طعاما يسدون به جوعهم منذ تهاوي البيوت على رؤوسهم، مساء الجمعة. مشهد آخر لتضامن المغاربة، عكسته بعض الساحات التي خرج إليها المواطنون ليبيتوا فيها خوفا من هزات ارتدادية، حيث عمد البعض إلى اقتناء أو إعداد الطعام وتقديمه لمن باتوا في العراء. واختار مواطنون آخرون قريبون من بعض المناطق المتضررة الانتقال إلى عين المكان لتقديم ما أمكن من مساعدات يحتاجها الأهالي، سواء عبر المساهمة في عمليات الإنقاذ، أو لمساعدة المصابين والأطفال. وتأتي هذه المساعدات في الوقت الذي لا تزال فيه ساكنة مجموعة من الدواوير تستغيث، بسبب عدم وصول المساعدات إليها، مع توالي المطالب للسلطات بتكثيف جهود الإنقاذ. ولقيت مختلف أوجه التضامن والمساعدة ترحيبا واسعا، وهي المبادرات التي لا تزال مستمرة، سواء بشكل فردي أو عبر التنسيق مع السلطات المحلية، في حين تستمر الدعوات من أجل الحفاظ على الوتيرة المرتفعة للتبرع بالدم.