دافع رئيس الحكومة عزيز أخنوش في جلسة المساءلة الشهرية التي عقدها مجلس النواب، اليوم الاثنين، عن مخطط "المغرب الأخضر"، مشيرا أنه تمكن من تعبئة استثمارات إجمالية قاربت 160 مليار درهم، تشكل منها الاستثمارات الخاصة أزيد من 60 في المائة. وذكر رئيس الحكومة أن المخطط نجح في مضاعفة المساحات المزروعة بتقنية الري الموضعي أربع مرات، وغرس أزيد من 190 ألف هكتار بالأشجار المثمرة، والحد من الأمراض النباتية والحيوانية، وتقوية المراقبة المستمر لصحة الثروة الحيوانية. وأشار أن المخطط غطى الحاجيات الأساسية الاستهلاكية للمغاربة من اللحوم الحمراء والدواجن والبيض والخضر والفواكه والحليب بين 98 و 100 في المائة سنة 2021. واعتبر أخنوش أن هذه المؤشرات هي الأعلى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إضافة إلى رفعه من نسبة تغطية الحاجيات المتزايدة من السكر والحبوب والزيوت. وقال إن المجهودات المبذولة في إطاره أدت إلى تقليص عجز الميزان التجاري، حيث انتقلت تغطية الواردات بالصادرات من 49 في المائة سنة 2008، إلى 65 في المائة سنة 2020. وأضاف رئيس الحكومة أن المغرب سجل في الفترة المتراوحة بين 2008 و 2020 استقرارا في مؤشر استهلاك المواد الغذائية في 0.2 في المائة. وسجل أن هذه الإنجازات المذكورة كان لها الفضل الكبير في أوج الأزمة الصحية، إذ مكنت الطاقة الإنتاجية للقطاع الفلاحي المغربي من تأمين السيادة الغذائية، وتمويل السوق الداخلي بمختلف المنتوجات الغذائية الأساسية بشكل مستمر وآمن. ودعا أخنوش إلى الافتخار بنجاعة الاختيارات التي تبانها المغرب لتأمين أمنه الغذائي، والذي عكس المناعة التي اكتسبتها الفلاحة الوطنية، من خلال استكمال إنجاز مخطط المغرب الأخضر، الذي نجح في توفير حاجيات البلاد في فترة جائحة كورونا بأثمنة مناسبة، بالإضافة إلى التصدير إلى الخارج. ودعا أيضا إلى الابتعاد عن ما أسماه بالمزاجيات التي تتعاطي بأيديولوجية مفرطة مع الموضوع. وأكد أن التراكم في القطاع الفلاحي لا يمكن أن يخلو من بعض الفترات الاستثنائية والعابرة التي تعرفها بلادنا، والتي أثرت بشكل مباشر على إنتاجية المحاصيل الزراعية، وبالتالي على منظومة أسعار المواد الفلاحية، والتي تأثرت بانعكاسات الأزمة الصحية وتداعياتها على التوازن الفلاحي، مما انعكس سلبا على سلسلة اللحوم الحمراء والحليب. وتحدث أخنوش أيضا في ذات الجلسة عن الجفاف والتقلبات المناخية، موضحا أن جفاف سنة 2022 هو الأٌقوى من نوعه منذ أربعة عقود، "لذلك على الإنسان أن يحمد لله ويقول الله يعطينا الشتاء، لأنه رغم كل التحديات جميع المنتوجات موجودة رغم التضخم".