- وصف داعية سعودي، يُدعى أبو زيد السعيدي، النساء السعوديات اللواتي سيقدن السيارات في شوارع المملكة يوم 26 أكتوبر المقبل، احتجاجاً على حظر قيادة المرأة للسيارات ب "العاهرات" وحرَّض الشباب السعودي، خاصة "المعطل" منه على "التحرش بهن". ونشر الداعية تغريدة على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي، جاء فيها "إذا حصل وقادت بعض النساء العاهرات في هذا اليوم فأتمنى من الشباب وبخاصة الدرباوية(يقصد الشباب المعطل) القيام بالواجب". وتأتي مثل هذه التصريحات من قبل بعض الدعاة في السعودية، في الوقت الذي دعا فيه الوليد بن طلال، حفيد مؤسس المملكة العربية السعودية، في الموقع الاجتماعي" تويتر"، يوم الثلاثاء 24 سبتمبر، حكام بلاده، إلى النظر لمتطلبات الشعب السعودي و تطلعاته، مما أثار جدلا في أوساط السعوديين، ليتناقلوا دعوة وليد بن طلال في مواقعهم التواصلية . وحرض الداعية فئة "الدرباوية"، وهو مصطلح شعبي سعودي يُطلَق على فئة من الشبان العاطلين عن العمل والذين هجروا أسرهم ويعيشون في الغالب مع أقرانهم وأعمارهم تتراوح بين 15-30 عاماً، ينظمون أنفسهم ضمن "شلل"، ويتميزون بطول الشعر والممارسات المتمردة على المجتمع السعودي المحافظ، وهي ظاهرة جديدة برزت مؤخراً وبدأ الإعلام السعودي بالإشارة إليها، ويشبهها مختصون بظاهرة "الهبّيز" التي انتشرت في الولاياتالمتحدة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. وأثارت التغريدة ردود فعل واسعة وانتقادات مستنكرة من قبل شباب سعوديين مطالبين بمعاقبة الداعية "السعيدي"، واحتجوا على اللغة التي تهجم بها على الناشطات، وذكروا أنها لا تخرج مِن مَن ادعى العلم والدعوة إلى الإسلام، والدفاع عنه بحسب ما يذكر في حسابه على تويتر. وكان ناشطون سعوديون أطلقوا، قبل أيام، حملة جديدة لرفع حظر قيادة المرأة للسيارات في المملكة، ودعت النساء لتحدي الحظر بالقيادة يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول القادم. وتقول حملة "26 أكتوبر" للسماح للمرأة بالقيادة على موقعها الإلكتروني إنها جمعت ما يقرب من 9 آلاف توقيع على عريضة نشرتها يوم 21 سبتمبر الماضي. وتقول العريضة : "في حال رفضت الدولة أن ترفع الحظر الحالي على النساء نطالبها بأن تقدم للمواطنين والمواطنات مبرراتها للرفض راجين ألا تنقل مسؤولية قرار كهذا للمجتمع كبديل التبرير"، وأضافت الحملة "الدولة ليست أماً أو أباً والمواطنون ليسوا أطفالا". وفشلت حملتان مشابهتان في العامين الماضيين في رفع الحظر حيث اعتقلت السلطات العديد من النساء وجعلتهن يوقعن تعهدات بعدم القيادة مرة أخرى. وعبَّرت المرأة عن أملها في مشاركة عدد كبير من الفتيات هذه المرة حتى يتمكن من إنهاء الحظر مضيفة إنه لا الشريعة ولا القانون يمنعان المرأة من القيادة. وفي العام 2011، استجابت عشرات السعوديات لحملة مماثلة ونشرن صوراً وتسجيلات فيديو لأنفسهن وهن يقدن سيارات على مواقع "تويتر وفيسبوك ويوتيوب". وكان الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية قال إن حظر قيادة المرأة للسيارات لا يفرضه أي نص شرعي. وأكد آل الشيخ أنه لا يملك أية سلطة لتغيير السياسة السعودية بشأن قيادة المرأة للسيارات لكنه نفى صحة تقرير نشرته وسائل إعلام محلية ذكر أن تعليمات صدرت في الآونة الأخيرة لأعضاء الهيئة بعدم تعقب أو إيقاف نساء لقيادتهن السيارات في المستقبل.