لا يمكن الحكم على مصير الإنسانية بصورة قاطعة، فالتطور التكنولوجي والسوسيوثقافي قد يؤدي إلى تجويد حياة الإنسان وتقدمه في العديد من المجالات، ولكنه في المقابل يمكن أن يتسبب في تحديات وتهديدات جديدة. على سبيل المثال، يمكن أن يتسبب التطور التكنولوجي في زيادة العزلة والانفصال والتباعد بين الناس، مما قد يؤدي إلى انخفاض مستويات التفاعل الاجتماعي والعاطفي. كما يمكن أن يؤدي التطور التكنولوجي إلى تفاقم الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وزيادة الاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية والنفسية. من جهة أخرى، يمكن أن يتسبب التقدم التكنولوجي في ابتعاد الإنسان عن طبيعته، وتعزيز الهيمنة الإلكترونية والتحكم الآلي على سلوكاته ، وهذا يعني أن البشر يمكن أن يفقدوا القدرة على السيطرة على التكنولوجيا التي اخترعوها. فضلا عن ذلك، يمكن أن يتسبب التقدم التكنولوجي في تفاقم التهديدات الأمنية والصحية، مثل الهجمات السيبرانية ، مما يزيد من حدة التوتر والانقسامات العالمية. ومن أجل الحفاظ على إنسانية الإنسان في عصر الذكاء الاصطناعي يجب اتخاذ التدابير الاستعجالية حيث يجب أن تكون الأخلاق والقيم الإنسانية في مقدمة التفكير عند تصميم وتطوير التقنيات الذكية، وضمان أن تكون تلك التقنيات تدعم الإنسانية وتحميها. كما يجب تشجيع التفاعل الاجتماعي بين الناس والتنوع الثقافي ، والحفاظ على التواصل الإنساني، وتجنب الاعتماد الكلي والأعمى على التكنولوجيا وأن تكون هناك شفافية في استخدام التقنيات الذكية وتقديم المعلومات المتعلقة بها، وضمان المساءلة للأطراف المعنية عند وقوع أي أخطاء وحماية خصوصية البيانات الشخصية للأفراد وضمان عدم استخدامها بطريقة غير مشروعة أو غير أخلاقية. إن التعاون والشراكة يشكلان جزء مهما من الجهود المطلوبة للحفاظ على إنسانية الإنسان في عصر الذكاء الاصطناعي. ويمكن أن يتم التعاون والشراكة على المستويات العديدة حيث يجب أن يكون هناك تعاون وشراكة بين الحكومات والشركات التقنية لتحديد الأهداف الإنسانية المشتركة وضمان استخدام التكنولوجيا بطريقة تحمي حقوق الإنسان. أيضا يمكن للمؤسسات التعليمية والصناعية التعاون لتوجيه المهارات والتدريب اللازمين لتطوير وتحسين تقنيات الذكاء الاصطناعي وضمان استخدامها بشكل صحيح. على المستوى الدولي يجب أن يتم التعاون لتحديد الأهداف الإنسانية وتطوير السياسات والتشريعات التي تحمي الإنسانية وتضمن استخدام التكنولوجيا بطريقة أخلاقية ومسؤولة. أما على مستوى جمعيات ومنظمات المجتمع المدني يمكن التعاون معها لرصد استخدام التكنولوجيا والمساءلة عند وقوع أي انتهاكات. بشكل عام، يجب أن يكون التعاون والشراكة حاضرين في كل مجال يتعلق بالذكاء الاصطناعي، لضمان استخدام التكنولوجيا بطريقة أخلاقية ومسؤولة، وحماية حقوق الإنسان، والحد من الانحرافات الناتجة عن استخدام التكنولوجيا بشكل خاطئ. كما يمكن للتعاون والشراكة أن يساعد في تحقيق الفوائد الاجتماعية والاقتصادية للتكنولوجيا، مثل تحسين الخدمات الصحية والتعليمية وتعزيز الاستدامة البيئية. لذلك، يجب أن يعتمد الاستخدام الأخلاقي والمسؤول للذكاء الاصطناعي على التعاون والشراكة بين جميع الأطراف المعنية.