يجري حاليا تصوير فيلم "كيس دقيق"، وهو إنتاج بلجيكي مغربي مشترك، من إخراج خديجة سعيدي لوكلير، بآيت أورير، حسبما علم لدى المنتجين البلجيكيين. والفيلم الطويل "كيس دقيق"، الذي تصور مشاهده في المغرب وبلجيكا، من إنتاج "صحراء بروديكسيون"، و"الشركة السينمائية الأوروبية"، و(ت-شين ت-شين للإنتاج)، بدعم من المركز السينمائي المغربي. وسيتواصل تصوير هذا العمل السينمائي بالمغرب، الذي بدأ في 14 فبراير 2011، لخمسة أسابيع، بعد تصوير المشاهد الأولى من هذا الفيلم ببلجيكا خلال دجنبر 2010. ويحكي هذا الفيلم الطويل (90 دقيقة) قصة سارة، الطفلة مغربية الأصل ذات الثماني سنوات، والتي ترعرعت خلال سبعينيات القرن الماضي ببروكسيل وسط أسرة استقبال كاثوليكية. هذه التلميذة المجدة، والقارئة النهمة، يعدها والدها البيولوجي بقضاء عطلة نهاية الأسبوع في باريس، لكنه بدلا من ذلك، سيأخذها إلى عائلتها في المغرب حيث سيتركها قبل أن يرحل مسرعا تاركا إياها دون تفسير لما يجري. لم يكن من بديل أمام سارة، التي باتت سجينة خيار والدها، سوى الرضوخ للأمر الواقع. وأن تحيى حياة طفلة مغربية صغيرة، الحياكة هي مدرسة الوحيدة التي ستفتح أماهما. وتمر السنين، وتكبر سارة فتبلغ السابعة عشرة، ويبدو أنها تحيى حياة مستقرة. لكن الرغبة في الرحيل ومعانقة بلجيكا حيث قضت طفولتها، وحيث المدرسة والكتب وحياة الحرية التي تتصورها، مازالت تراودها. وفيلم "كيس دقيق"، الذي يعد أول عمل روائي طويل للمخرجة البلجيكية من أصل مغربي خديجة سعدي لوكلير، عبارة عن سيرة ذاتية خيالية، تحكي عن "مغامرة إنسانية"، والتي تسلط من خلالها المخرجة الضوء على إشكالية الاندماج وثنائية الثقافات و"البحث عن الهوية الحقيقية". وأوضح المنتج البلجيكي كيتان دافيد في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن طرح إشكالية العودة إلى البلد الأم وإلى الجذور أمر مألوف، لكن فيلم "كيس دقيق" يتناول حالة شابة ولدت ببلجيكا، حيث قضت طفولتها، قبل أن تكتشف في مراهقتها ثقافة وتقاليد ونمط العيش في بلدها الأم، حيث ستجد الحب والعطف بين عائلتها، لكنها ستظل ممزقة بين رتابة الحياة في المغرب وحياتها بأوروبا. وأضاف أن سارة ستغادرا لمغرب في نهاية المطاف بمرارة، حيث تعلمت أن تحب، مقتنعة بفقدان شيء مهم، لكنها أيضا أقوى أكثر من أي وقت مضى، ومقتنعة بأنها ستحيى أخيرا الحياة التي تحلم بها. ووجهت المخرجة الدعوة للمشاركة في هذا العمل للممثلين المغاربة عبد الرؤوف وسعاد صابر ولطيفة أحرار وحسن فلان وفوزي بنسعيدي ومحمد عاطفي وجواد السايح وخديجة جمال وفضيلة بنموسى، إلى جانب ممثلين مغاربيين مقيمين ببلجيكا وفرنسا، كسمايين وحفصية حرزي ومهدي الذهبي والكوميدية هيام عباس. وأكد كيتان دافيد أنه إضافة إلى عملية من الانتقاء والمجموعة المتميزة من الممثلين، تم أيضا إشراك ساكنة آيت أورير في هذا العمل الدرامي، فدور "ميمونة" جدة سارة تجسده إحدى نسوة البلدة، فضلا عن الكامبرسات، مبرزا أن معظم أطوار القصة تجري بآيت أورير. وقال المنتج البلجيكي، العاشق للمغرب، إن آيت أورير "مركز حضري في ازدهار مطرد، ومدينة صغيرة ساحرة تسير على طريق الحداثة مع المحافظة على طابعها التقليدي الأصيل، ومكان رائع بمناظره المذهلة، يقع عند مفترق الطرق بين مراكش وورزازات. وشدد على أن جميع الأشياء التي وظفت في الديكور والتصوير (من أزياء ونسيج وأثاث ...)، والتي تحيل على سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، تم اقتناؤها أو استئجارها في عين المكان، مشيدا بالأجواء الحميمية التي تسود بلاتوهات التصوير، بعد أسبوعين من انطلاق هذا العمل. وقال إن "كل شيء يسير على ما يرام وفي تناغم تام"، مضيفا أن طاقم التصوير، الذي يتألف من نحو خمسين فردا، يضم تقنيين شباب من بلجيكا والمغرب، مشيدا ب` "التبادل" و"الشراكة" بين المنتجين المغاربة ونظرائهم البلجيكيين. وتبلغ تكلفة هذا الفيلم، الذي من المقرر أن ينزل إلى قاعات العرض خلال السنة المقبلة، نحو 2،2 مليون دولار. يشار إلى أن المخرجة خديجة لوكلير، التي تخرجت سنة 1997 من المعهد الملكي للدراما ببروكسيل، واشتغلت مديرة لعمليات الانتقاء (الكاستينغ)، أخرجت ثلاثة أفلام قصيرة هي "كامي"، الذي يشكل مدرستها السينمائية، و"سارة"، وهو أول عمل قصير مهني لها والذي توج في عدة مهرجانات دولية كمهرجان دبي ونامور وميامي وميلانو، ثم "كرة من الصوف". *و م ع --- تعليق الصورة: الممثلة لطيفة أحرار