وقعت الفصائل الفلسطينية الخميس في الجزائر العاصمة اتفاق مصالحة تلتزم بموجبه إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في غضون عام، حسبما أفاد المشاركون بعد يومين على لقاءات جمعت بينهم. واتفقت الفصائل ال14 المشاركة ومن بينها حركتا حماس وفتح على وثيقة "إعلان الجزائر"، ووقعها بالأحرف الأولى رؤساء الوفود أمام كاميرات التلفزيون الجزائري. وأبرمت فتح وحماس في السنوات الأخيرة عدة اتفاقات وتفاهمات تنص على إجراء انتخابات وتشكيل حكومة وحدة، من بين أمور أخرى، لكن لم يتحقق أي منها. وسبق حفل التوقيع عزف النشيدين الجزائريوالفلسطيني أمام حضور كبير من أعضاء الحكومة وقادة الأحزاب الجزائرية وسفراء دول عربية. ووقع الإعلان في "قصر الأمم" حيث أعلن رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات في 15 نوفمبر 1988 "قيام الدولة الفلسطينية"، كما أشار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون. وقال رئيس وفد حركة فتح عزام الأحمد من المنصة "وقعنا على هذا الإعلان حتى نتخلص من هذا السرطان الخبيث الذي دخل الجسم الفلسطيني وهو الانقسام". وأضاف "نحن نشعر بالثقة والتفاؤل ان هذا الإعلان سينفذ ولن يبقى حبرا على ورق". أما زعيم حركة حماس إسماعيل هنية فأشاد ب"يوم أفراح بداخل فلسطينوالجزائر وكل الأمة العربية ومحبي الحرية". وأضاف هنية "ولكن هو يوم أحزان في داخل الكيان الصهيوني". نظامان ينص "إعلان الجزائر" على إجراء انتخابات بحلول أكتوبر 2023 لرئاسة الجمهورية وللمجلس التشريعي الفلسطيني الذي يعمل بمثابة برلمان للفلسطينيين في الضفة الغربيةالمحتلة وقطاع غزةوالقدس الشرقية. وكان رئيس السلطة الفلسطينية وزعيم حركة فتح محمود عباس قد أرجأ عام 2021 إلى أجل غير مسمى الاقتراع الذي كان ليكون الأول منذ 15 عاما، مبررا ذلك بأن إجراءه ليس "مضمونا" في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل وضمتها. وقد انتقدت حماس القرار في حينه. أدت الانتخابات التشريعية الأخيرة في عام 2006 إلى انتصار حركة حماس الإسلامية – التي تعتبرها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية – وهو انتصار لم تعترف به فتح والمجتمع الدولي. وفي عام 2007، اندلعت اشتباكات دامية بين الحركتين، ما أدى إلى ولادة نظامين سياسيين منفصلين: الأول تقوده السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967 ويقطنها 2,9 مليون فلسطيني، والثاني تقوده حماس في قطاع غزة الذي يقطنه 2,3 مليون فلسطيني ويخضع لحصار إسرائيلي. "تاريخي" وعُقد الاجتماع الذي سعت الجزائر بشدة لتنظيمه، قبل وقت قصير من انعقاد قمة جامعة الدول العربية المقررة في العاصمة الجزائرية يومي 1 و2 نوفمبر. وقام الرئيس الجزائري الأربعاء بزيارة "مجاملة" للمشاركين من أجل "تشجيعهم" على إرساء المصالحة. وقال أنور أبو طه عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي الموجود أيضاً في الجزائر، لوكالة فرانس برس "نقدّر جهود الجزائر من أجل الوحدة الفلسطينية ومواجهة الاحتلال الصهيوني". لكن تم في اللحظة الأخيرة حذف فقرة من الإعلان تتناول تشكيل حكومة وحدة وطنية. وطالبت فتح بأن يلتزم المشاركون في حكومة الوحدة الوطنية بمقررات "الشرعية الدولية"، وفق مصادر قريبة من الاجتماع، وهي نقطة رفضتها حماس. لكن تحوم شكوك حول هذه المصالحة نظرا لغياب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يتواجد حاليا في كازاخستان. وأشاد المحلل السياسي الفلسطيني خليل شاهين ب"الأجواء الإيجابية للنقاشات"، لكنه قال لوكالة فرانس برس إن "الوثيقة التي اقترحتها الجزائر عامة ولا تدخل في التفاصيل". أطلق الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مبادرة في نهاية العام 2021 للمصالحة بين فتح وحماس، وتمكّن في أوائل تموز/يوليو من الجمع بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وإسماعيل هنية في الجزائر العاصمة، في لقاء اعتبر "تاريخيا".