قال الملك محمد السادس، مشاء السبت، إن المجهودات التي تقوم بها الدولة لاستقبال مغارة العالم لا تكفي "لأن العديد منهم، مع الأسف، ما زالوا يواجهون العديد من العراقيل والصعوبات، لقضاء أغراضهم الإدارية، أو إطلاق مشاريعهم. وهو ما يتعين معالجته". وتسائل الملك في خطاب رسمي، بثته وسائل الإعلام الرسمية، هل وفرت الدولة لمغاربة العالم ما يجعلهم مرتبطين بوطنهم؟ وعما إذ كان الإطار التشريعي، والسياسات العمومية، تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات هذه الفئة من المغاربة؟ وهل المساطر الإدارية تتناسب مع ظروفها؟ وهل وتم توفير التأطير الديني والتربوي اللازم لها؟ وهل تم تخصيص لمواكبة اللازمة، والظروف المناسبة، لنجاح المشاريع الاستثمارية لهذه الفئة؟ ووجه الملك "تحية إشادة وتقدير، لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، الذين يبذلون كل الجهود للدفاع عن الوحدة الترابية، من مختلف المنابر والمواقع، التي يتواجدون بها". وقال الملك إن المغرب" يملك جالية تقدر بحوالي خمسة ملايين، إضافة إلى مئات الآلاف من اليهود المغاربة بالخارج، في كل أنحاء العالم". من جهة أخرى قال الملك إن المغرب يحتاج "لكل الكفاءات والخبرات المقيمة بالخارج، سواء بالعمل والاستقرار بالمغرب، أو عبر مختلف أنواع الشراكة، والمساهمة انطلاقا من بلدان الإقامة". فالجالية المغربية بالخارج، معروفة بتوفرها على كفاءات عالمية، في مختلف المجالات، العلمية والاقتصادية والسياسية، والثقافية والرياضية وغيرها. وهذا مبعث فخر للمغرب والمغاربة جميعا. وأضاف الملك أن الوقت قد حان " لتمكين الكفاءات المغربية في الخارج من المواكبة الضرورية، والظروف والإمكانات، لتعطي أفضل ما لديها، لصالح البلاد وتنميتها". وشدد الملك على "ضرورة إقامة علاقة هيكلية دائمة، مع الكفاءات المغربية بالخارج، بما في ذلك المغاربة اليهود". كما دعا الملك "لإحداث آلية خاصة، مهمتها مواكبة الكفاءات والمواهب المغربية بالخارج، ودعم مبادراتها ومشاريعها"، وهو ما "سيمكن من التعرف عليها، والتواصل معها باستمرار، وتعريفها بمؤهلات وطنها، بما في ذلك دينامية التنمية والاستثمار". وودجه الملك الدعوة للشباب وحاملي المشاريع المغاربة، المقيمين بالخارج، للاستفادة من فرص الاستثمار الكثيرة بأرض الوطن، ومن التحفيزات والضمانات التي يمنحها ميثاق الاستثمار الجديد. ودعا لمؤسسات العمومية، وقطاع المال والأعمال الوطني، إلى الانفتاح على المستثمرين من أبناء الجالية؛ وذلك باعتماد آليات فعالة من الاحتضان والمواكبة والشراكة، بما يعود بالنفع على الجميع.